responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 108


الخارج بأدوات المعرفة ثم تنتقل إلى مراكز الادراك . فالشجر هو المعلوم بالعرض ، والصورة هي المعلوم بالذات ، والإنسان هو العالم وإنما أسمينا الشئ الخارجي معلوما بالعرض والصورة معلوما بالذات ، لأن الخارج معلوم لنا بواسطة هذه الصورة ولولاها لانقطعت صلة الإنسان بالواقع .
وبعبارة أخرى : إن الواقعية الخارجية ليست حاضرة عندنا بهذه السمة . لأن الشئ الخارجي له أثره الخارجي ، من الحرارة في النار ، والرطوبة في الماء ، والثقل في الحجر والحديد . ومعلوم أن الشئ الخارجي لا يرد إلى أذهاننا بهذه الصفات . ولأجل ذلك أصبح الشئ الخارجي معلوما بالعرض ، والصورة معلومة بالذات لمزاولة الإنسان دائما للصور الذهنية .
وبذلك تقف على تعريف العلم الحصولي وهو : ما لا تكون فيه الواقعية الخارجية معلومة بنفسها ، بل بتوسط صورة مطابقة لها . والأدوات الحسية كلها موظفة في خدمة هذا العلم . فهو يعتمد على ثلاثة ركائز :
المدرك ، الخارج ، الصورة . ولا تظنن هذا اعترافا بأصالة الصورة وفرعية الخارج ، إذ لا شك أن الأمر على العكس ، فالخارج هو الأصيل والصورة هي المنتزعة منه والحاكية عنه ، غير أن الذي يمارسه الذهن ويزاوله هو الصورة الموجودة عنده لا نفس الخارج . وهذه الصورة الذهنية وسيلته الوحيدة لدرك الخارج وإحساسه .
إلى هنا وقفت على تعريف العلم الحصولي . وأما العلم الحضوري فهو عبارة عن حضور المدرك لدى المدرك من دون توسط أي شئ ، وله قسمان :
1 - ما لا يتوسط فيه بين المدرك والمدرك شئ مع كون المدرك غير المدرك حقيقة . وهذا كالعلم بنفس الصورة المنتزعة من الخارج . وذلك أن الخارج يدرك بواسطة الصورة . وأما الصورة نفسها فمعلومة بالذات ولا

108

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست