responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 687


الثاني - ما هو المراد من قيام المعلول بعلته إذا كان توصيف الوجود بالإمكان بمعنى قيامه بعلته ، يقع الكلام في حقيقة ذلك القيام وأنه من أي نوع من أنواعه . فهل هو من قبيل قيام العرض بموضوعه أو الجوهر بمحله ، أو أن قيامه بها يرجع إلى معنى دقيق ويشبه قيام المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي في المراحل الثلاث ، التصور والدلالة والتحقق . إليك البيان :
إذا قلت : سرت من البصرة إلى الكوفة ، فهناك معان اسمية هي السير والبصرة والكوفة ، ومعنى حرفي وهو كون السير مبدوءا من البصرة ومنتهيا إلى الكوفة . فالابتداء والانتهاء المفهومان من كلمتي " من " و " إلى " فاقدان للاستقلال في مجال التصور فلا يتصوران مستقلين ومنفكين عن تصور البصرة والكوفة ، وإلا لعاد المعنى الحرفي معنى إسميا ، ولصار نظير قولنا :
" الابتداء خير من الانتهاء " .
وكذلك فاقدان للاستقلال في مجال الدلالة فلا يدلان على شئ إذا انفكتا عن مدخوليهما .
كما هما فاقدان للاستقلال في مقام التحقق والوجود ، فليس للابتداء الحرفي وجود مستقل منفك عن متعلقه ، كما ليس للانتهاء الحرفي وجود كذلك .
فالحفاظ على المعنى الحرفي لا يتحقق إلا بثبوت عدم الاستقلال له في المجالات الماضية ، وإلا لخرج عن كونه معنى حرفيا .
وعلى ضوء ذلك يتبين وزان الوجود الإمكاني الذي به تتجلى الأشياء وتتحقق الماهيات ، وبه تصير الماهيات كالشجر والحيوان والإنسان من الأعيان الخارجية ، فإن وزانه إلى الواجب لا يعدو عن وزان المعنى الحرفي إلى الاسمي ، وذلك لأن الصادر من الواجب هو الوجود وهو لا يخلو من قسمين : إما واجب أو ممكن ، والأول خلف لكون المفروض معلوميته وصدوره عنه ، وما هو كذلك لا يمكن أن يخرج عما هو عليه . فيتعين

687

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 687
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست