responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 600


كل إنسان إلى حلها سواء أقدر عليه أم لا وهي : من أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟
وإلى أين يذهب ؟ .
ولأجل هذه الخصيصة في المسألة لا يمكن تحديد زمن تكون هذه المسألة في البيئات البشرية ومع ذلك فالمسألة كانت مطروحة في الفلسفة الإغريقية ، إشراقيها ومشائيها ، ثم تسربت إلى الأوساط الإسلامية ومنها تسربت إلى المجتمعات الغربية ، كغيرها من المسائل والعلوم الإسلامية .
الأمر الثاني : في الجبر بأقسامه إن أحد شقوق هذه المسألة هو القول بالجبر ، وأن الإنسان مسلوب الاختيار ، ولكن تصويره يختلف حسب نفسيات الإنسان والملاكات التي يجعلها محور البحث . فالإلهي القائل بالجبر ، يطرحه على نمط مغاير لما يطرحه المادي والفلسفي القائلين به . فالإلهي لا يصور للجبر عاملا سوى ما يرتبط بالله سبحانه من تقديره وقضائه أو علمه الأزلي أو مشيئته القديمة المتعلقة بأفعال الإنسان [1] . والمادي بما أنه غير معتقد بهذه المبادئ يسند الجبر إلى العامل المادي وهو " الوراثة " و " التعليم " و " البيئة " ، التي تسمى بمثلث الشخصية ، وأن نفسيات كل إنسان وروحياته تتكون في ظل هذه العوامل الثلاث ، وهي عوامل خارجة عن الاختيار . ومن المعلوم إن فعل كل إنسان رد فعل لشخصيته وملكاته التي اختصرت فيها .
وللفلاسفة القائلين بالجبر منحى آخر فيه . فتارة يستندون إلى أن الإرادة الإنسانية هي العلة التامة للفعل ، بحيث إذا حصلت في ضمير الإنسان يندفع إلى الفعل بلا مهلة وانتظار ، وبما أن الإرادة ليست أمرا



[1] هذه ثلاثة من العوامل التي دفعت الأشاعرة إلى القول بالجبر . وهناك عامل رابع ، وهو القول يكون أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه مباشرة . وعامل خامس وهو ما يبدو من القرآن الكريم من نسبة الهداية والضلالة إلى الله سبحانه وهذه هي النقاط الرئيسية لأبحاثهم في المسألة .

600

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 600
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست