يزيد عليه ، وإن أرادوا به معنى وراء ذلك فلسنا نعرفه في نفوسنا إذا راجعناه [1] . وأما التجاء الأشعري فيما ذهب إليه إلى إنشاد قول الشاعر : إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا فالأبحاث العقلية أرفع مكانة من أن يستدل عليها بأشعار الشعراء . وبذلك تقف على أن ما يقوله المحقق الطوسي من أن " الكلام النفسي " غير معقول ، أمر متين لا غبار عليه . إلى هنا تم بيان النظريات الثلاث : المعتزلة والحكماء والأشاعرة [2] . وبه تم الكلام في المقام الأول ، وحان أوان البحث في المقام الثاني وهو حدوث كلامه تعالى أو قدمه . المقام الثاني - في حدوثه وقدمه لما ظهرت الفلسفة وأثيرت مسائل صفات الله تعالى بين المتكلمين ، كانت أهم مسألة طرحت على بساط البحث مسألة كلام الله تعالى وخلق القرآن . وقد تبنى المعتزلة القول بخلق القرآن وانبروا يدافعون عنه بشتى الوسائل . ولما كانت الخلافة العباسية في عصر المأمون ومن بعده إلى زمن الواثق بالله ، تؤيد حركة الاعتزال وآراءها ، استفاد المعتزلة من هذا الغطاء ، وقاموا باختبار علماء الأمصار الإسلامية في هذه المسألة . وكانت نتيجة هذا الامتحان أن أجاب جميع الفقهاء في ذلك العصر بنظرية الخلق ولم يمتنع إلا نفر قليل على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل . ويمكن إرجاع مسألة أن كلام الله تعالى غير مخلوق إلى القرن الثاني . وكان أول من قال بهذه المقالة من أهل الحديث " الجعد بن درهم " ، وبقيت
[1] لاحظ الميزان ، ج 14 ، ص 250 . [2] وأما نظرية الحنابلة فنبحث عنها في المقام الثاني لئلا يلزم التكرار .