نام کتاب : الألفين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 121
الثاني والعشرون : قوله تعالى : ( والله يحب الصادقين ) وجه الاستدلال ما تقدم [1] . الثالث والعشرون : قوله تعالى : ( بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ) المراد فاعل لمصالحكم ومرشد لكم وإنما يتم ذلك بخلق الألطاف الموقوف عليها الفعل وهو المعصوم إذ غيره ربما يقرب من المعصية ويبعد عن الطاعة ، وهو ضد اللطف ولا يحصل الوقوف بقوله فتنتفي فائدة نصبه فتعين المعصوم وهو المطلوب . الرابع والعشرون : قوله تعالى : ( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أريكم ما تحبون ) وجه الاستدلال إنه ذم التنازع والخذلان والعصيان وجعله سبب النار عدم المعصوم مؤد إلى ذلك وموجب له [2] والمعصوم من فعله تعالى فلو لم يخلقه لكان الله تعالى سببا في ذلك [3] وهو قبيح ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، ولأنه لم يحسن حينئذ الذم لعدم الطريق المفيد لليقين في كثير من الأحوال والأحكام والأمارات والظنون مختلفة ، وكان التكليف بعدم الخلاف في ذلك التكليف ما لا يطاق . الخامس والعشرون : قوله تعالى : ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من
[1] وبيانه أن الصبر على الطاعة عن المعصية موقوف على معرفة الطاعة والمعصية ولا يعلمان تماما إلا من قبل المعصوم ولا يبعد عن العصيان ويقرب إلى الطاعة الحقيقيين سواه . [2] كما نجد ذلك عيانا فإن الناس لما صفحوا عن المعصوم أصبحوا فرقا ومذاهب وطرائق مختلفة ، ولو أطاعوا المعصوم لتمسكوا بحبله تعالى جميعا . [3] لأن هذا الاختلاف والتنازع يكون قهريا بدون المعصوم فإذا لم يخلق الله تعالى المعصوم لكان هو السبب في إيجاد ذلك بين عباده ، وكيف عندئذ يذمهم عليه وهو السبب الموجد له ، فإن الناس لا محالة صائرون إليه لعدم الطريق المفيد لليقين في كثير من الأحكام والأحوال والتكليف بعدم الخلاف عندئذ تكليف بما لا يطاق كما أشار إليه المصنف طاب ثراه .
121
نام کتاب : الألفين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 121