نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 64
الشباب المجاهدين في مصر الذين يقومون في وجه الحكومة المصرية الاستعمارية جرهم البحث في هذه المسألة إلى اختلاف شديد ما كانت تحمد عقباه لولا أن من الله عليهم بائتلاف جديد . أقول : لا أظن أن الشباب ولا الإخوان ولا غيرهم مقصرين في المسألة ، وإنما التقصير في المسألة يرجع إلى العلماء والخطباء ، حيث يأمرون بالمسنون كأمرهم بالواجب ، فتظن العامة أكثر المسنونات فرائض . وكما أن ترك المسنون من رأس ، يخالف روح الشريعة فهكذا المداومة به على وجه يتخيل الناس أنه واجب كسائر الفرائض ، ليس ببعيد عن البدعة ، بل يجب الاصحار بالحقيقة مع المداومة . إن النبي الأكرم كان يفرق الصلوات الخمس ، وربما كان يجمع بينهما ( 1 ) لئلا يتخيل الناس أن التفريق فريضة وللأسف إنه صار كذلك ، عند الفقيه والمتفقه والمقلد . والحديث ذو شجون . إن إمام كل صقع وخطيبه ، يعتقد أن ما عليه إمام مذهبه في الفقه هو الوحي المنزل الذي لا غبار عليه ، فانتهى ذلك إلى جهل المسلمين بأحكام صلواتهم إلى أن عاد يكفر بعضهم بعضا ، وهم مساكين لا يعلمون من الإسلام شيئا .
1 - روى مسلم عن ابن عباس قال : صلى رسول الله الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير خوف ولا سفر . قال أبو الزبير : فسألت سعيدا لم فعل ذلك ؟ فقال : سألت ابن عباس كما سألتني فقال : أراد أن لا يحرج أحدا من أمته . ( صحيح مسلم : 2 / 151 باب الجمع بين الصلاتين في الحضر ) .
64
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 64