نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 35
النبي أياما طويلة أو عشرين يوما على ما في الرواية الأولى التي رواها أبو داود وهو لا يدري كيف يحقق المسؤولية الملقاة على عاتقه ، فتارة يتوسل بهذا ، وأخرى بذاك حتى يرشد إلى الأسباب والوسائل التي تؤمن مقصوده ، مع أنه سبحانه يقول في حقه : * ( وكان فضل الله عليك عظيما ) * ( النساء / 113 ) والمقصود من الفضل هو العلم بقرينة ما قبله : * ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) * . إن الصلاة والصيام من الأمور العبادية وليسا كالحرب والقتال الذي ربما كان النبي يتشاور فيه مع أصحابه ولم يكن تشاوره في كيفية القتال عن جهله بالأصلح ، وإنما كان لأجل جلب قلوبهم كما يقول سبحانه : * ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) * ( آل عمران / 159 ) . أليس من الوهن في أمر الدين أن تكون الرؤيا والأحلام والمنامات من أفراد عاديين ، مصدرا لأمر عبادي في غاية الأهمية كالأذان والإقامة ؟ . . . إن هذا يدفعنا إلى القول بأن كون الرؤيا مصدرا للأذان أمر مكذوب على الشريعة . ومن القريب جدا أن عمومة عبد الله بن زيد هم الذين أشاعوا تلك الرؤيا وروجوها ، لتكون فضيلة لبيوتاتهم وقبائلهم . ولذلك نرى في بعض المسانيد أن بني عمومته هم رواة هذا الحديث ، وأن من اعتمد عليهم إنما كان لحسن ظنه بهم . الثانية : إنها متعارضة جوهرا : إن الروايات الواردة حول بدء الأذان وتشريعه متعارضة جوهرا من جهات :
35
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 35