responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 1


الإعتصام بالكتاب والسنة دراسة مبسطة في مسائل فقهية مهمة تأليف العلامة الفقيه جعفر السبحاني مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام للتحقيق والتأليف قم المقدسة - إيران مقدمة المجمع العالمي لأهل البيت - عليهم السلام - :
بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين .
وبعد ، فإن الوحدة الإسلامية هي من أهم خصائص الأمة الإسلامية التي أكد عليها القرآن الكريم ودعا كل مسلم للعمل على تحقيقها ، وخطط لها بشتى الأساليب .
وأعلن أن هذه الوحدة ليست وحدة مصالح ، ولا وحدة مكان أو عنصر وإنما هي وحدة قلوب ، وهبها الله تعالى التآلف والتحاب وهو أمر لا يتحقق عبر الوسائل المادية مهما تعاظمت . . . وبها تم الانتصار الإسلامي الأول على كل طواغيت الكفر وأساطين الاستكبار فقال تعالى : * ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) * ( الأنفال 62 - 63 ) .
وقد ظن البعض أنها وحدة عاطفية مما يجعلها واهية أيضا إلا أن الحقيقة هي أنها وحدة قلوب ، وليس القلب عاطفة لا تقوم على أسس عقلية كما أنه ليس عقلا مجردا يبتعد عن التجسد العاطفي ، إنه التحام الوعي بالإحساس . . . وهكذا الوحدة الإسلامية . . إنها تنطلق من أسس عقائدية متينة واقعية تنير الوجود الإنساني بأنوارها وتصوغ الأحاسيس بلطفها كما تصوغ المفاهيم عن الكون والحياة والإنسان تماما ، وحينئذ يشكل المجموع ( العقيدة ، والمفاهيم والأحاسيس ) القاعدة الأساسية لقيام المجتمع الإسلامي الرصين الواحد .
ولا ريب في أن الإسلام أراد من كل نظمه أن تساهم في إغناء هذه الحقيقة والمساهمة الفاعلة في إيجاد أمة موحدة تغييرية تعمل جادة لتحقيق هدف الخلقة على المستوى الحضاري التاريخي الممتد . ومن هذه النظم الإسلامية نفس نظام الاجتهاد الذي يعبر عن أروع صورة للمرونة الإسلامية كما تعبر عن أرضية

1

نام کتاب : الإعتصام بالكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 1
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست