نام کتاب : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 281
حلقا بليغا وكتب ما أراد عليه بالإبر ونفض عليه الكحل وتركه عنده إلى أن طلع عليه شعره وغطى ما كتبه فجهزه وقال : إذا وصلت مرهم بحلق رأسك ودعهم يقرؤون ما فيه . وكان في آخر الكلام : ( قطعوا الورقة ) ، فضربت عنقه ، وهذا في غاية المكر والخزي " . هذه هي الصورة المضحكة المبكية - كما قلنا - التي صور فيها ابن شاكر الكتبي أداة الجريمة فكان بذلك في غاية المكر والخزي : المضحكة لهذا التخيل التفاضح ، والمبكية لأن تبلغ الأهواء بمن ائتمنوا على كتابة التاريخ إلى هذا المدى ! . ونسي ابن شاكر أن يبين لنا كيف استطاع صاحب الرأس المكتوب عليه بالأبر ، كيف استطاع تحمل آلام الأبر وهي تغرس في رأسه في الرسالة الطويلة ! . ويعلق الدكتور مصطفى جواد على هذا القول مستهزئا : فليت شعري من خبر بهذا الفعل - لو صح - أأبن العلقمي ؟ أم الذي قطع رأسه ؟ أم المغول الذين يعتبر هذا من أهم أسرارهم ؟ ! . ثم يجئ تاج الدين السبكي المتوفى سنة ( 771 ه - 369 م ) فتعجبه الصورة التي رسمها ابن شاكر الكتبي فرأى أن يتبناها ، ولكنه كغيره ممن تقدموه رأى أن يزيد عليها فقال : " إنه ( ابن العلقمي ) حلق رأس شخص وكتب على بالسواد وعمل على ذلك وأصار المكتوب كل حرف كالحفرة في الرأس ، ثم تركه عنده حتى طلع شعره وأرسله إليهم " . كل حرف كالحفرة في الرأس ، ومهما كانت الرسالة موجزة - مع أنه ليس من المعقول أن تكون موجزة - فلنتصور كم حفرة تكون قد حفرت في ذلك الرأس . . ! . ولم يخبرنا هذا المؤرخ المبدع ! ! عن الأداة التي حفرت بها تلك الحفر ! ! ولا عن حالة صاحب الرأس الذي يحفرون في رأسه الحفرة بعد الحفرة ! !
281
نام کتاب : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 281