نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 92
والفقر ، والأصالة وعدم الأصالة . إن الاستعانة بالعوامل غير المستقلة المستندة إلى الله ، التي لا تعمل ولا تؤثر إلا بإذنه تعالى غير موجبة للغفلة عن الله ، بل هي خير موجه إلى الله ، ومذكر به ، إذ معناها : انقطاع كل الأسباب وانتهاء كل العلل إليه . ومع هذا كيف يقول صاحب المنار : " أولئك عن ذكر الله معرضون " ولو كان هذا النوع من الاستعانة موجبا لنسيان الله والغفلة عنه للزم أن تكون الاستعانة بالأسباب المادية الطبيعية هي أيضا موجبة للغفلة عنه . على أن الأعجب من ذلك رأي شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت الذي نقل - في هذا المجال - نص كلمات عبده دون زيادة ونقصان ، وختم المسألة بذلك ، وأخذ بالحصر في * ( إياك نستعين ) * غافلا عن حقيقة الآية وعن الآيات الأخرى المتعرضة لمسألة الاستعانة . [1] إجابة على سؤال إذا كانت الاستعانة بالغير على النحو الذي بيناه جائزة فهي تستلزم نداء أولياء الله والاستغاثة بهم في الشدائد والمكاره ، وهي غير جائزة وذلك لأن نداء غير الله في المصائب والحوائج تشريك الغير مع الله ، يقول سبحانه : * ( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) * ( الجن / 18 ) ويقول تعالى : * ( والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون ) * ( الأعراف / 197 ) ويقول عزمن قائل : * ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ) * ( فاطر / 13 ) . إلى غير ذلك من الآيات التي تخص الدعاء بالله ولا تسيغ دعوة غيره .