نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 73
على الدوام ، فكان اتباعهم الشيطان في كل ما يأمر وينهى يمثل أنهم اتخذوه إلها و ربا فأطاعوه كإطاعة المؤمنين لله على بصيرة من أمرهم بما أنه إلههم وربهم . فكأن الخليل يخاطب آزر ويقول له : يا أبت لا تطع الشيطان فيما يأمرك به من عبادة الأصنام لأن الشيطان عصي مقيم على معصية الله الذي هو مصدر كل رحمة و نعمة ، فهو لا يأمر إلا بما فيه معصيته والحرمان من رحمته . ومثلها الآية الثانية ، فالمراد هو الطاعة فاستعيرت لها العبادة تبيينا لأمرها والمراد منها التبعية المطلقة العشوائية التي نهيت عنها في عدة آيات بهذه اللفظة قال سبحانه : * ( كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) * ( البقرة / 168 ) وقال تعالى : * ( ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) * ( البقرة / 208 ) وقال عزمن قائل : * ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ) * ( الحج / 3 ) . وبالجملة : تبعيتهم للشيطان أو إطاعتهم للهوى والميول النفسانية ، يمثل اتخاذهم لها إلها ، أو ربا قال سبحانه : * ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ) * ( الفرقان / 43 ) . وقال عز من قائل : * ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) * ( الجاثية / 23 ) أي " انقاد لهواه كانقياده لإلهه ، فيرتكب ما يدعوه إليه ، نعم إنهم لم يتخذوا هواهم إلها حقيقة لكنهم لما انقادوا حيثما قادهم الهوى ، فكأنه صار إلها لهم . ومثله قوله سبحانه : * ( أنؤمن لبشرين وقومهما لنا عابدون ) * والمراد هو المعنى اللغوي المحض أي خاضعون ، متذللون ، ومنه أيضا إطلاق المعبد على الطريق الذي يكثر المرور عليه . والآية نظير قوله : * ( وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ) * ( الشعراء / 22 ) أي جعلتهم أذلاء تذبح أبناءهم وتستحيي
73
نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 73