نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 34
بمعرفة الموضوع معرفة صحيحة ، مدعمة بالدليل حتى لا يقع المسلم في مغبة الشرك ، وعبادة غيره سبحانه . ورغم المكانة الرفيعة للموضوع لم نعثر على بحث جامع حول مفهوم العبادة يتكفل بيان مفهومها ، وحدها الذي يفصلها عن التكريم والتعظيم أو الخضوع والتذلل ، وكأن السلف - رضوان الله عليهم - تلقوها مفهوما واضحا ، و اكتفوا فيها بما توحي إليهم فطرتهم . ولو صح ذلك فإنما يصح في الأزمنة السالفة ، دون اليوم الذي استفحل عند بعض الناس أمر ادعاء الشرك في العبادة ، فيما درج عليه المسلمون منذ قرون إلى أن ينتهي إلى عصر التابعين والصحابة فأصبح - بادعائهم - كل تعظيم وتكريم للنبي ، عبادة له ، وكل خضوع أمام الرسول شرك ، فلا يلتفت الزائر يمينا وشمالا في المسجد الحرام والمسجد النبوي إلا وتوقر سمعه كلمة " هذا شرك يا حاج " ، وكأنه ليس لديهم إلا تلك اللفظة ، أو لا يستطيعون تكريم ضيوف الرحمن إلا بذلك . فاللازم على هؤلاء - الذي يعدون مظاهر الحب والود ، والتكريم والتعظيم شركا وعبادة - وضع حد منطقي للعبادة ، تميز به ، مصاديقها عن غيرها حتى يتخذه الوافدون من أقاصي العالم وأدانيه ، ضابطة كلية في المشاهد والمواقف ، ، و لكن - وللأسف - لا تجد بحثا حول مفهوم العبادة وتبيينها في كتبهم ونشرياتهم ودورياتهم . فلأجل ذلك قمنا في هذا الفصل ، بمعالجة هذا الموضوع ، بشرح مفهوم العبادة لغة وقرآنا ، حيث بينا أن حقيقة العبادة في تعاليم الأنبياء أخص مما ورد في المعاجم وكتب اللغة .
34
نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 34