responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 12


مفهوم الإله في القرآن قد تعرفت على معنى الإله في اللغة ، وحان حين البحث في المقام الثاني و هو مفهومه في القرآن الكريم نقول :
إن هنا آيات تدل بوضوح على أن الإله ليس بمعنى المعبود ، بل بمعنى المتصرف المدبر أو من بيده أزمة الأمور ، أو ما يقرب من ذلك على وجه يميزه عن الموجودات الإمكانية . وإليك بعض هذه الآيات :
1 - * ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) * ( الأنبياء / 22 ) .
فإن البرهان على نفي تعدد الآلهة لا يتم إلا إذا جعلنا " الإله " في الآية بمعنى المتصرف ، المدبر أو من بيده أزمة الأمور أو ما يقرب من هذين . ولو جعلنا الإله بمعنى المعبود لانتقض البرهان ، لبداهة تعدد المعبود في هذا العالم ، مع عدم الفساد في النظام الكوني ، وقد كانت الحجاز يوم نزول هذه الآية مزدحمة بالآلهة ، ومركزا لها وكان العالم منتظما ، غير فاسد .
وعندئذ يجب على من يجعل " الإله " بمعنى المعبود أن يقيده بلفظ " بالحق " أي لو كان فيهما معبودات - بالحق - لفسدتا ، ولما كان المعبود بالحق مدبرا ومتصرفا لزم من تعدده فساد النظام وهذا كله تكلف لا مبرر له .
2 - * ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) * ( المؤمنون / 91 ) .
ويتم هذا البرهان أيضا إذا فسرنا الإله بما ذكرنا من أنه كلي ما يطلق عليه لفظ الجلالة . وإن شئت قلت : إنه كناية عن الخالق ، أو المدبر ، المتصرف ، أو من يقوم بأفعاله وشؤونه . والمناسب في هذا المقام هو الخالق . ويلزم من تعدده ما رتب عليه في الآية من ذهاب كل إله بما خلق واعتلاء بعضهم على بعض .
ولو جعلناه بمعنى المعبود لانتقض البرهان ، لأنه لا يلزم من تعدده أي

12

نام کتاب : الأسماء الثلاثة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست