نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 45
ومن الوجه الثاني لا ينبغي الخلاف ، بل ولم يتحقق الاختلاف ( إلا من متعصب معاند رأى لا يرى الحق ولا يرعى الإنصاف والعدل ) في أن عليا نفسه قال في موارد متعددة ، نقله غير واحد من العلماء الثقات من أهل السنة ، وضبطوه في كتبهم المعتبرة المعتمدة ، بأنه لمكان قرابته الجسمية والروحية ، ومقام فضائله - السامية ، التي لا يساجلها ، في مجموعها ، أحد من الصحابة ، أحق بالخلافة من غيره وإن الخلافة حق له ، وشيعة علي تشايعه في هذا القول وتتابعه 1 ( بل والأعاظم من علماء السنة يصدقونه ويتابعونه حيث يصرحون بجواز تفضيل المفضول على - الفاضل للخلافة ) . - 20 - فالفريقان لا اختلاف بينهم في مسألة الخلافة باعتبار ما وقع في التاريخ أي في أن ثلاثة تقدموا زمانا على علي بالخلافة وتولوا أمور المسلمين قبله ، وأيد الله الإسلام في زمانهم ببركة وحدة المسلمين وخلوص نيتهم وقوة مجاهدتهم . وكذا لا اختلاف بينهم في كون علي أقرب الناس وأخصهم بالرسول وأجمع - الصحابة ، كائنا من كان منهم ، لجمع الفضائل بحيث لا يدانيه في جميع الفضائل الجمة أحد ، صحابيا كان أو غيره ، من الأمة . وإن كان هنا اختلاف ، فيكون في أن الشيعة تعتقد الإمامة لعلي ، وتعتقد أنه يجب عليها وعلى كل مسلم كما صرح الرسول به أن يتمسك بعده بالقرآن وبالعترة وعلى رأس العترة ، وإن اتخذ معالم دينها وأحكام فقهها عن علي 2 وبعد علي عن
1 - قد جاد في ما أفاد خليل بن أحمد النحوي صاحب العروض في ما حكي عنه ونسب إليه جوابا عن السؤال للدلالة على إمامة الكل في الكل " . 2 - قال علي ( ع ) : " نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ، ومختلف الملائكة ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ، وعدونا ومبغضنا ينتظر - السطوة " .
45
نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 45