الجاهلية تبغون ومن أحسن من حكما لقوم يوقنون " [1] أفلا تعلمون ؟ بلى تجلى لكم كالشمس الضاحية [2] أني ابنته . أيها المسلمون أأغلب على إرثيه [3] يا ابن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك ، ولا أرث أبي ؟ " لقد جئت شيئا فريا [4] " [5] ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ، ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : " وورث سليمان داود " [6] ، وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا ( عليهما السلام ) إذ قال رب " هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " [7] وقال : " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " [8] وقال : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين " [9] وقال : " إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين " [10] ، وزعمتم ألا حظوة لي [11] ، ولا إرث من أبي لا رحم بيننا !
[1] المائدة : 50 . وفيها " يبغون " . [2] أي الظاهرة البينة ، يقال : فعلت ذلك الأمر ضاحية أي علانية . [3] في رواية ابن أبي طاهر : " ويها معشر المهاجرة ابتز إرث أبيه " قال الجوهري : " إذا أغريته بالشئ قلت : ويها يا فلان ، وهو تحريض " انتهى . ولعل الأنسب هنا التعجب . والهاء في " أبيه " في الموضعين " وإرثيه " - بكسر الهمزة بمعنى الميراث - للسكت ، كما في سورة الحاقة . " كتابيه وحسابيه وماليه وسلطانيه " تثبت في الوقف وتسقط في الوصل . وقرئ بإثباتها في الوصل أيضا . وفي الكشف : " ثم أنتم أولاء تزعمون أن لا إرث ليه " فهو أيضا كذلك . [4] اقتباس من سورة مريم : 27 . [5] أي أمرا عظيما بديعا ، وقيل : أي أمرا منكرا قبيحا . وهو مأخوذ من الافتراء بمعنى الكذب . واعلم أنه قد وردت الروايات المتظافرة - كما ستعرف - في أنها عليها السلام ادعت أن فدكا كانت نحلة لها من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلعل عدم تعرضها - صلوات الله عليها - في هذه الخطبة لتلك الدعوى ليأسها عن قبولهم إياها ، إذ كانت الخطبة بعد ما رد أبو بكر شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ومن شهد معه ، وقد كان المنافقون الحاضرون معتقدين لصدقه ، فتمسكت بحديث الميراث لكونه من ضروريات الدين . [6] النمل : 16 . [7] مريم : 6 . [8] الأنفال : 75 . [9] النساء : 11 . [10] البقرة : 180 . [11] بكسر الحاء وضمها وسكون الظاء المعجمة : المكانة والمنزلة ، يقال : حظيت المرأة عند زوجها : إذا دنت من قلبه .