responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 472


لاستزادتها بالشكر لاتصالها [1] ، واستحمد إلى الخلايق بإجزالها [2] ، وثنى بالندب إلى أمثالها [3] . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها [4] ، وضمن القلوب موصولها [5] ، وأنار في الفكر معقولها [6] . الممتنع من



[1] يقال : ندبه لأمر وإليه فانتدب ، أي دعاه فأجاب . واللام في قولها " لاتصالها " لتعليل الندب ، أي رغبهم في استزادة النعمة بسبب الشكر لتكون نعمة متصلة لهم غير منقطعة عنهم . وجعل اللام الأولى للتعليل والثانية للصلة بعيد . وفي بعض النسخ : " لإفضالها " فيحتمل تعلقه بالشكر .
[2] أي طلب منهم الحمد بسبب إجزال النعم وإكمالها عليهم ، يقال : أجزلت له من العطاء ، أي أكثرت ، وأجزاك النعم ، كأنه طلب الحمد ، أو طلب منهم الحمد حقيقة لإجزال النعم . وعلى التقديرين التعدية بإلى لتضمين معنى الانتهاء أو التوجه ، وهذه التعدية في الحمد شايع بوجه آخر ، يقال : أحمد إليك الله ، قيل : أي أحمده معك ، وقيل : أي أحمد إليك نعمة الله بتحديثك إياها . ويحتمل أن يكون " استحمد " بمعنى تحمد ، يقال : فلان يتحمد علي ، أي يمتن ، فيكون إلى بمعنى على ، وفيه بعد .
[3] أي بعد أن أكمل لهم النعم الدنيوية ندبهم إلى تحصيل أمثالها من النعم الأخروية أو الأعم منها ومن مزيد النعم الدنيوية . ويحتمل أن يكون المراد بالندب إلى أمثالها أمر العباد بالإحسان والمعروف وهو إنعام على المحسن إليه ، وعلى المحسن أيضا ، لأنه به يصير مستوجبا للأعواض والمثوبات الدنيوية والأخروية .
[4] المراد بالإخلاص جعل الأعمال كلها خالصة لله تعالى ، وعدم شوب الرياء والأغراض الفاسدة ، وعدم التوسل بغيره تعالى في شئ من الأمور ، فهذا تأويل كلمة التوحيد ، لأن من أيقن بأنه الخالق والمدبر وبأنه لا شريك له في الإلهية فحق له أن لا يشرك في العبادة غيره ، ولا يتوجه في شئ من الأمور إلى غيره .
[5] هذه الفقرة تحتمل وجوها : الأول : أن الله تعالى ألزم وأوجب على القلوب ما تستلزمه هذه الكلمة من عدم تركيبه تعالى وعدم زيادة صفاته الكمالية الموجودة وأشباه ذلك مما يؤول إلى التوحيد . الثاني : أن يكون المعنى : جعل ما يصل إليه العقل من تلك الكلمة مدرجا في القلوب بما أراهم من الآيات في الآفاق وفي أنفسهم ، أو بما فطرهم عليه من التوحيد . الثالث : أن يكون المعنى لم يكلف العقول الوصول إلى منتهى دقايق كلمة التوحيد وتأويلها ، بل إنما كلف عامة القلوب بالإذعان بظاهر معناها وصريح مغزاها ، وهو المراد بالوصول . الرابع : أن يكون الضمير في " موصولها " راجعا إلى القلوب ، أي لم يلزم القلوب إلا ما يمكنها الوصول إليها من تأويل تلك الكلمة الطيبة والدقايق المستنبطة منها ، أو مطلقا ، ولولا التفكيك لكان أحسن الوجوه بعد الوجه الأول ، بل مطلقا .
[6] أي أوضح في الأذهان ما يتعقل من تلك الكلمة بالتفكر في الدلايل والبراهين . ويحتمل إرجاع الضمير إلى القلوب . والفكر بصيغة الجمع ، أي أوضح بالتفكر ما يعقلها العقول . وهذا يؤيد الوجه الرابع من وجوه الفقرة السابقة .

472

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست