responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 359


فهي متروكة للجانب التطبيقي في حياته ، إذن السيرة الذاتية الصديقة الطاهرة تمثل جانب تطبيقي من حياتها الشخصية على كافة المستويات ، ولا نريد الوقوف مع السيرة الذاتية لفاطمة ( عليها السلام ) في هذا الكتاب بصورة تفصيلية حيث قد أعطينا بعض النماذج للسيرة الذاتية لها في نفس هذا الكتاب وكانت هذه النماذج ، على شكل أمور متناثرة في طيات البحوث فلا نقف تفصيليا معها هنا .
* الأمر الثاني :
يمكن أن نعرف شخصيتها من خلال مواقفها لأن الموقف عمل والعمل ما هو إلا انعكاس لطبيعة شخصية الفرد وهذا ما أثبته التاريخ الإسلامي لفاطمة ( عليها السلام ) حيث أخبرنا بمواقفها الفذة في جميع الحالات التي مرت بها . فعندما كانت قريش تؤذي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتتعرض له بأنواع المواجهة كانت الزهراء ( عليها السلام ) تقف إلى جانبه صابرة محتسبة ، فيدخل إلى البيت وقد حثى الكافرون التراب على رأسه الشريف ، فتستقبله الزهراء ( عليها السلام ) وتغسل التراب عن رأسه وهي باكية ، فيقول لها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
لا تبكي فإن الله ناصر أباك . وعندما رمى أبو لهب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بروث البقر اندفعت فاطمة ( عليها السلام ) لتذب عن أبيها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتسمع أبا لهب من الكلام ما يتوقف خلاله من الاندفاع بالسخرية برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . كما أنها ( عليها السلام ) التحقت بأبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد هجرته إلى المدينة مجازفة بحياتها ومضحية بروحها في سبيل نصر الإسلام وإعزاز مبادئه المثلى ، ولا يمكن أن يغفل دورها في الوقوف إلى جانب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيام دعوته المباركة ، تؤنسه وتزيح عنه الهموم والآلام ، وتعيد البسمة إلى وجهه المبارك إذا اشتدت عليه الخطوب .
أضف إلى مواقفها الرسالية أيام الحروب وهي صغيرة السن بعد ، ففي معركة أحد تكسر رباعية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويشج جبينه ، فتقبل الزهراء ( عليها السلام ) لتغسل وجهه ، وتزيل الدماء عن محياه ، وتعالج نزيف جراحاته ، فقد جاء في صحيح مسلم : " قال سهل بن سعد : جرح وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة عن رأسه ، فكانت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تغسل الدم ، وكان علي بن أبي طالب

359

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست