responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 354


أقول : والذي يظهر من هذه الأحاديث أن فاطمة حددت الضابطة الكلية التي فيها خير المرأة والصلاح لها في الحياة الدنيا والآخرة ذلك هو أن لا يرى المرأة رجل ولا ترى رجل ، وفي أمر ورد أيضا عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) استأذن أعمى على فاطمة ( عليها السلام ) فحجبته .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها : لم حجبته وهو لا يراك ؟
فقالت ( عليها السلام ) : إن لم يكن يراني فأني أراه ، وهو يشم الريح ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أشهد إنك بضعة مني [1] . وسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصحابه عن المرأة ، ما هي ؟ قالوا : عورة :
قال فمتى تكون أدنى من ربها ؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة ( عليها السلام ) ذلك قالت : أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن فاطمة بضعة مني [2] .
أقول : يظهر من هذا الحديث أن الرسول سأل أصحابه ولم يكن فيهم علي ( عليه السلام ) ، وهذا معارض للحديث الأول من حيثية وجود علي ( عليه السلام ) ، فالحديث الأول بين أن الإمام علي يعرف جواب السؤال الذي سأله الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذا مخالف لكثير من الأحاديث التي تبين مقام علي ( عليه السلام ) العلمية ولذا سيكون من حيث الدلالة الحديث الأخير الذي قدمناه وهو الأصح ، وإلا لو كان علي ( عليه السلام ) حاضرا لأجاب على سؤال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخاصة نحن نعلم أن علي ( عليه السلام ) وفاطمة أحدهما كفوا للآخر في كل الأمور التي أقرأتها الأحاديث التي وردت عن لسان المعصومين ( عليهم السلام ) .
وأعطي لك شاهدا واحدا من خلال استقراء أحاديث العلماء والصالحين في قضية أخلاق فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تاركا لك مراجعة أقوال الآخرين فضلا عن أحاديث أهل البيت الذي هي بحر عميق لمن أراد الغوص فيه واستخراج الدرر المتناثرة فيه ، ومن هذه الأقوال [3] . لم تكن الزهراء امرأة عادية كانت امرأة روحانية امرأة ملكوتية . . .
كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة نسخة إنسانية متكاملة . . . امرأة حقيقية كاملة . . . حقيقة الإنسان الكامل ، لم تكن امرأة عادية ، بل هي كائن ملكوتي تحلى في الوجود بصورة



[1] نوادر الراوندي : 13 .
[2] البحار : 43 / 92 .
[3] المرأة في فكر الإمام الخميني : 23 - 24 .

354

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست