responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 348


له : يا أخي أنه لا يسعك أن تكتمني حالك .
فقال : يا أبا الحسن ! أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة ، وأكرمك بالوصية ، ما أزعجني من رحلي ، إلا الجهد ، وقد تركت عيالي يتضوعون جوعا ، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض ، فخرجت مهموما راكبا رأسي ، هذه حالي وقصتي ، فانهملت عينا ، علي ( عليه السلام ) بالبكاء حتى بلت دمعته لحيته ، فقال له : أحلف بالذي حلفت ، ما أزعجني إلا الذي أزعجك من رحلك ، فقد استقرضت دينارا ، فقد آثرتك على نفسي ، فدفع الدينار إليه ، ورجع حتى دخل مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فصلى فيه يوم الظهر والعصر والمغرب . فلما قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المغرب مر بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو في الصف الأول ، فغمزه برجله ، فقام علي ( عليه السلام ) متعقبا خلف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى لحقه على باب من أبواب المسجد ، فسلم عليه فرد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليه السلام . فقال :
يا أبا الحسن ! هل عندك شئ نتعشاه فنميل معك ؟ فمكث مطرقا لا يحير جوابا ، حياء من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو يعلم ما كان من أمر الدينار ومن أين أخذه ، وأين وجهه ، وقد كان أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يتعشى الليلة عند علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) . فلما نظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى سكوته ، فقال : يا أبا الحسن ! ما لك لا تقول :
لا ، فانصرف ، أو تقول : نعم ، فأمضي معك ؟ فقال - حياء وتكرما - : فاذهب بنا ؟
فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فانطلقا حتى دخلا على فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وهي في مصلاها قد قضت صلاتها ، وخلفها جفنة تفور دخانا ، فلما سمعت كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في رحلها ، خرجت من مصلاها ، فسلمت عليه ، وكانت أعز الناس إليه ، فرد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومسح على رأسها ، وقال لها : يا بنتاه ! كيف أمسيت رحمك الله .
قالت : بخير ، قال عشينا غفر الله لك ، وقد فعل . فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي وعلي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام .
فلما نظر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى الجفنة والطعام وشم ريحه ، رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا [1] قالت : له فاطمة سبحان الله ، ما أشح نظرك وأشده ! هل أذنبت فيما بيني



[1] قوله : رميا شحيحا ، الشح : البخل مع حرص ، وهو لا يناسب المقام إلا بتكلف . ويحتمل أن يكون أصله سحيحا ، بالسين المهملة من السح بمعنى : السيلان ، كناية عن المبالغة في النظر والتحديق بالبصر وعلى ما في النسخ يحتمل أن يكون من الحرص كناية عن المبالغة في النظر ، أو البخل كناية عن النظر بطرف البصر على وجه الغيظ .

348

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست