responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 291


بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل .
قال : أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة ، وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة ، واحمدا ثلاثا وثلاثين تحميدة .
فأخرجت فاطمة رأسها وقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ، رضيت عن الله وعن رسوله [1] .
وعادت فاطمة إلى دارها تحمل معها أعظم هدية ربانية ، وأكبر عطاء تربوي فكري . تلكم كانت قصة حديث تسبيح فاطمة الذي أطلقوا عليه اسم تسبيح الزهراء ، وشاع صيته في الآفاق وأصبح المسلمون يرددونه في أعماق كل صلاة في خشوع ودموع . ولكن هل انتهت قصة هذا التسبيح العظيم - تسبيح الزهراء - ؟ كلا . .
بالطبع إن تسبيح الزهراء - سلام الله عليها يعتبر شعيرة عظيمة ، من شعائر الله التي هي من تقوى القلوب . ونحن نعرف أن فاطمة لها أسلوب خاص ، وسيرة ذاتية تتعامل بها مع شعائر الله . . إن مفهوم الشعائر عند فاطمة يختلف عن مفهوم الآخرين للشعائر . . ولكي تأتي الصورة - صورة البحث - أكثر وضوحا ، فإنه لا بد من الدخول في الموضوع من أبوابه العريضة ، ولكن باختصار شديد مع الوضوح الكامل في الفكرة والتعبير .
إن الصفة الملازمة لفاطمة الزهراء - صلوات الله عليها - هي أنها تستطيع أن تصور الإسلام في كل خطوة تخطوها ، وفي كل شئ تلمسه بيدها الطاهرة وهي - أي هذه الصفة - وإن كانت موجودة في كل أهل البيت - ( عليهم السلام ) - إلا أنها تتألق في شخص الصديقة فاطمة الزهراء ، بشكل يشد القلوب ، ويبهر الألباب .
إن فاطمة تصور الإسلام بكل أبعاده حيث تجلس إلى الرحى تطحن فيها القمح والشعير - لتسد أود أبنائها وبعلها ومن يلوذ بها في ظل أهل البيت . وإن فاطمة تصور



[1] من لا يحضره الفقيه : 1 / 320 - 321 .

291

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست