responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 249


ويمكن إعطاء معنى آخر لهذه الولاية بأن نقول : إن الولاية تكوينية الثانية بالوجدان للنبي والأئمة عليهم السلام ومن الأحاديث الشريفة ومن القرآن نفسه هو أنه تعالى لما كانت ذاته المقدسة علم وقدرة كله ونور كله كما في توحيد الصدوق [1] ، بإسناده عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لم يزل الله جل وعز ربنا ، والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدرة فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على البصر والقدرة على المقدور . وأراد أن يخلق لكي يعرف ، فخلق كلهم مظاهر لعلمه وقدرته ونوره ، أي وجوده ، فجميع ما في الوجود مظاهر لصفاته وأفعاله ، فالموجودات لها مراتب مختلفة في اتصافها بالمظهرية حسب اختلافها في القرب إليه تعالى والبعد عنه تعالى ، فكل موجود كان أقرب إليه تعالى كان أكثر مظهرا لصفاته وأفعاله تعالى .
ومن المعلوم أن المستفاد من الآيات والأحاديث هو : أن أول الموجودات قربا حدوثا وبقاء بالنسبة إليه تعالى هو أرواح محمد وآله الطاهرين الأئمة المعصومين عليهم السلام .
فلذا هم المظاهر الأتم لصفاته وأفعاله تعالى ، فكل موجود كان أتم وأكمل في المظهرية فهو أكبر من آية وعلامة ودليلا عليه تعالى ، وحيث لا أقرب إليه تعالى ولا أتم في المظهرية منهم عليهم السلام فهم الآية الكبرى .
ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والوصي عليه السلام : مالله آية أكبر مني وجهة كونهم أتم المظاهر ، لكونهم أقرب الموجودات إليه تعالى ، ولأن علمه تعالى وقدرته ونوره أكثر ظهورا فيهم عليهم السلام وذلك لأنهم الأسماء الحسنى .
ففي كتاب التوحيد من الكافي ، في باب النوادر بإسناده عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ( 2 قال : نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا ( 3 ) .



[1] توحيد الصدوق : 139 . ( 2 ) الأعراف : 180 . ( 2 ) الكافي - كتاب التوحيد : 2 / 115 .

249

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست