نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 96
قال الحسن البصري : كان الحسين بن علي سيدا زاهدا ورعا صالحا ناصحا حسن الخلق ، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه ، وكان في ذلك البستان غلام له اسمه " صافي " ، فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعدا يأكل خبزا ، فنظر الحسين إليه وجلس عند نخلة مستترا لا يراه وكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر ، فتعجب الحسين من فعل الغلام ، فلما فرغ الغلام من أكله قال : الحمد لله رب العالمين ، اللهم اغفر لي ، واغفر لسيدي ، وبارك له كما باركت على أبويه ، برحمتك يا أرحم الراحمين . فقام الحسين وقال : يا صافي ! فقام الغلام فزعا وقال : يا سيدي وسيد المؤمنين ! إني ما رأيتك ، فاعف عني . فقال الحسين : اجعلني في حل يا صافي لأني دخلت بستانك بغير إذنك . فقال صافي : بفضلك يا سيدي وكرمك وبسؤددك تقول هذا . فقال الحسين : رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب ، وتأكل النصف الآخر ، فما معنى ذلك ؟ فقال الغلام : إن هذا الكلب ينظر إلي حين آكل ، فأستحي منه يا سيدي لنظره إلي ، وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء ، فأنا عبدك وهذا كلبك ، فأكلنا رزقك معا . فبكى الحسين وقال : أنت عتيق لله ، وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي ، فقال : إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك ، فقال الحسين : إن الرجل إذا تكلم بكلام فينبغي أن يصدقه بالفعل ، فأنا قد قلت دخلت بستانك بغير إذنك ، فصدقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك ، غير أن أصحابي هؤلاء جاؤوا لأكل الثمار والرطب ، فاجعلهم أضيافا لك ، وأكرمهم من أجلي أكرمك الله يوم القيامة ، وبارك لك في حسن خلقك وأدبك . فقال الغلام : إن وهبت لي بستانك فأنا قد
96
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 96