نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 31
خطوات الشيطان المؤدية إلى الضلال والشر والباطل والفساد ؟ أليست تدل مواعظ الإمام الحسين عليه السلام على اهتمامه الغيور بأن يوفق الناس جميعا إلى الفوز بالسعادتين : الدنيوية ، والأخروية ؟ إذن ، كانت مواعظه أخلاقا ، حيث عبرت عن حالات أخلاقية ملؤها الطيبة والإنسانية في أرقى آفاقها ، فقد نوى خيرا ، وعمل خيرا ، إذ نفع الناس أجيالا متتابعة متعاقبة ، فكان خير الناس ، لا سيما وقد خلصت نيته لله عز وجل ، وبرئت من كل شائبة وخاطرة ، شاردة أو واردة تبتعد عن طلب مرضاة الله ، أو تقصد غير وجه الله . ولكي نتعرف على أخلاق الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام من خلال مواعظه ، وحكمه وبياناته ، تعالوا نطالع بعقل متبصر ، وقلب نير ، وروح متفتحة . . هذه الروايات الشريفة ، وتلك الجمل المنيفة ، التي تخبرنا عن مواقف متعالية سامقة في دنيا الأخلاق ، معبرة عن طيبة الإمام الحسين عليه السلام ، إضافة إلى تعبيرها عن علمه الجم ، ومعرفته النورانية . وهنا - وقبل عرض الأخلاق الحسينية - يحسن بنا أن نعرف : أولا : أن الإمام الحسين عليه السلام كان سلوكه كله أخلاقا قويمة طيبة ، شهد بذلك العدو والصديق ، حتى أن مبغضيه لم يستطيعوا أن يظفروا بشئ يعاب فيه ، بل لم يملكوا إلا أن يمدحوه ويثنوا عليه - والفضل ما شهدت به الأعداء - وما كان منهم إلا التعبير عن حسدهم له ، وحسدهم دال على فضله عليهم . وهذا التاريخ - رغم تسليطه لأضوائه على الإمام الحسين عليه السلام باعتباره شخصية كبيرة - لم يدون عليه إلا الفضائل والمناقب والمكارم . فالأخلاق الإلهية تجسدت فيه ، فعبر عنها بشخصه الشريف ، قبل منطقه
31
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 31