نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 309
يقول أحد : خذلنا ولم يأت إلينا من دعوناه ، وتخلف عن إغاثتنا ونجدتنا إمامنا . فقد جاء إليهم ، وقدم عليهم ، وفيا بعهوده وإنما الذي غدر وخذل و تخلف وخان هم ، فقد كتبوا إليه ، ثم انقلبوا عليه ، ينكرون ما أرسلوه إليه وهو يحمل رسائلهم في الخرج ، ويشهرون سيوفهم عليه وكان ينبغي أن تنحاز إليه على عدوهم " يزيد " . وقد ذكرهم مرارا ، وأوخز ضمائرهم علهم يتراجعون عن غيهم وغدرهم . ففي ( البيضة ) خطب الحسين ( عليه السلام ) أصحاب الحر ، فقال ضمن خطبته : . . ألا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفئ ، وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله ، وأنا أحق ممن غير . وقد أتتني كتبكم ، وقدمت علي رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فإن أتممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم . فأنا الحسين بن علي ، وابن فاطمة بنت رسول الله ، نفسي مع أنفسكم ، وأهلي مع أهليكم ، ولكم في أسوة ، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم ، وخلعتم بيعتي من أعناقكم ، فلعمري ما هي لكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم . فالمغرور من اغتر بكم ، فحظكم أخطأتم ، ونصيبكم ضيعتم ، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ، وسيغني الله عنكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) [1] . ولم يغتر الإمام الحسين ( عليه السلام ) بأهل الكوفة ، وكيف يغتر وقد غدروا قبل ذلك بأبيه ، وأخيه ، وابن عمه مسلم بن عقيل ، لكنه كان قادما على الشهادة التي بها حياة الدين ، وعازما على إحياء القيم والأخلاق والمبادئ