نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 302
الناقضين للمواثيق ذما بالغا وأوعدهم إيعادا عنيفا ، ومدح الموفين بعهدهم إذا عاهدوا . . وأكد الله " سبحانه " على حفظ العهد والوفاء به ، قال تعالى : * ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ) * والآية تشمل العهد الفردي ، كما تشمل العهد الاجتماعي . . . لذلك أتى الكتاب العزيز في أدق موارده وأهونها نقضا بالمنع عن النقض بأصرح القول وأوضح البيان ، قال تعالى : * ( براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين . وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله . . ) * - سورة براءة / 1 - 3 . . إلى أن قال : * ( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، وأولئك هم المعتدون ) * براءة / 10 ، وقال : * ( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم يهتدون ) * براءة / 12 . وجملة الأمر أن الاسلام يرى حرمة العهد ووجوب الوفاء به على الإطلاق ، سواء انتفع به العاهد أو تضرر ، بعدما أوثق الميثاق ، فإن رعاية جانب العدل الاجتماعي ألزم وأوجب من رعاية أي نفع خاص إلا أن ينقض أحد المتعاهدين عهده ، فللمتعاهد الآخر نقضه بمثل ما نقضه ، والاعتداء عليه بمثل ما اعتدى عليه ) [1] . وقد وردت في شأن الوفاء جملة من الأحاديث الشريفة ، منها : قول النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر ، فليف إذا وعد ) [2] . وقوله " صلى الله عليه وآله " : أقربكم غدا
[1] تفسير الميزان / للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي 5 : 158 - 160 . [2] تحف العقول : 38 .
302
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 302