نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 272
الأبية ، حتى ترك ذلك أثرا على ظهره . . فسئل الإمام زين العابدين - ولده - عليه السلام عن ذلك فقال : هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين [1] . إلا أن هذا الظهر العطوف . . قد عملت فيه سيوف ورماح وسهام أعداء الله عملها ، ثم جاءت خيولهم فداسته . وذلك الصدر الرحيم الذي حمل هموم المحرومين ، وفاض بالحنان على اليتامى والمساكين ، وجاد على الناس حتى العدو منهم بالنصيحة والموعظة لم يدخر من ذلك شيئا . . قد هشمته السيوف وسنابك الخيل . وذلك الوجه النوري المقدس الذي سجد لله طويلا ، وبكى على آلام الناس طويلا ، فصل عن البدن ورفع على الرمح ، تشفيا ونكالا ، ولم يستح العدو وقد رأى الحسين عليه السلام يبكي فسئل عن ذلك وهو في ساحة الطف ، فأخبر بأنه يبكي على أعدائه حيث احتشدوا عليه يريدون قتله ، وبذلك يدخلون النار بانتهاك حرمته . لقد كان منهم ما تتفطر له السماوات وتنهد الجبال . . حيث : فرى الغي نحرا يغبط البدر نوره * وفي كل عرق منه للحق فرقد وهشم أضلاعا بها العطف مودع * وقطع أنفاسا بها اللطف موجد [2]
[1] المناقب 4 : 66 . [2] من قصيدة للسيد صالح ابن العلامة السيد مهدي بحر العلوم .
272
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 272