responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي    جلد : 1  صفحه : 261


عليه .
لقد جاء الحسين عليه السلام بهذا الركب القدسي من أهل بيته النجباء ليقدمهم قرابين لله تعالى فداء لدينه الأقدس ، ورحمة بالأمة كي تنتفع بدمائهم ، وائتمارا بما يريد الله تعالى ويرضى . . وقد قال ( عليه السلام ) : شاء الله أن يراني قتيلا ، ويرى النساء سبايا . هذا ما بلغ به أخاه محمد بن الحنفية [1] ، أما ما قاله لأم المؤمنين ( أم سلمة ) رضوان الله عليها فهو : يا أماه ! وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ، ظلما وعدوانا ، وقد شاء عز وجل أن يرى حرمي ورهطي مشردين ، وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيدين ، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا [2] .
فقدم الحسين عليه السلام كل شئ لله ، لأجل أن تسمع صرخته آذان النائمين والغافلين ، والذين خدرتهم الدنيا . فبتضحياته تلك . . استطاع أن يثبت للأمة بأن الخلافة بيد أعداء الاسلام ، وأن الدين في خطر ، وأن بني أمية لا يتورعون عن تحريف الرسالة المحمدية ، وعن استئصال أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل بيت الوحي والرسالة ، وعن التنكيل بحرم المصطفى وبناته . وبذلك عين الإمام الحسين عليه السلام للأمة - رحمة بها - تكليفها ، لتنجو بأدائه من غضب الله عز وجل .
ومن أجل ذلك . . قدم أهل بيته وأصحابه ، حتى الطفل الرضيع ، فتقدم وهو يتأذى لعويل الأيامى وصراخ الأطفال ، فأمر عياله بالسكوت وودعهم ، وتقدم يقتل بسيفه أعداء الله حتى أردى منهم جمعا كثيرا ، ثم عاد إلى عياله



[1] كما ذكر السيد المقرم في مقتل الحسين ( ع ) : 65 .
[2] مدينة المعاجز ، للبحراني : 244 .

261

نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست