نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 253
وقال آخر : ولقد كان يحمل فيهم وقد تكاملوا ثلاثين ألفا . . فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثم يرجع إلى مركزه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [1] . هكذا . . حتى غدروا به بالحجارة والسهام من بعيد ، فصبر وصابر : إلى أن أتاه السهم من كف كافر * ألا خاب باريها وضل المصوب فخر على وجه التراب لوجهه * كما خر من رأس الشناخيب أخشب وأعياه النزف ، فجلس على الأرض ينوء برقبته [2] . . . لا يرى منه إلا الصبر ، والرضى عن الله تعالى في جميع قضائه . قال الشيخ التستري : وأما صبره عليه السلام كما ورد : ولقد عجبت من صبره ملائكة السماوات . فتدبر في أحواله وتصورها حين كان ملقى على الثرى في الرمضاء ، مجرح الأعضاء ، بسهام لا تعد ولا تحصى ، مفطور الهامة ، مكسور الجبهة ، مرضوض الصدر ، من السهام مثقوب الصدر بذي الثلاث شعب ، سهم في نحره ، وسهم في حنكه ، وسهم في حلقه . اللسان مجروح من اللوك ، والكبد محترق ، والشفاه يابسة من الظمأ ، القلب محروق من ملاحظة الشهداء في أطرافه ، ومكسور من ملاحظة العيال في الطرف الآخر ، الكف مقطوع من ضربة زرعة بن شريك ، والرمح في الخاصرة ، مخضب اللحية ، والرأس يسمع صوت الاستغاثات من عياله ، والشماتات من أعدائه ، بل الشتم
[1] أئمتنا ، للأستاذ علي محمد علي دخيل 1 : 239 . [2] الكامل ، لابن الأثير 4 : 31 . ومقتل الحسين عليه السلام ، للخوارزمي 2 : 35 .
253
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 253