نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 249
فكل شئ يقضيه الله تعالى خير ورحمة ، حتى الموت ، بل حتى القتل طاعة له سبحانه . وقد تعجب الناس كيف استقبل الإمام الحسين عليه السلام ذلك القتل الرهيب بصدر ملؤه الرضى بقضاء الله ، والتسليم لأمر الله ، وهذه صفة عرفت فيه ، وخلق ظهر عليه . . عن إسماعيل بن يحيى المزني قال : سمعت الشافعي يقول : مات ابن للحسين عليه السلام فلم ير به كآبة [1] ، فعوتب على ذلك فقال : إنا - أهل البيت - نسأل الله عز وجل فيعطينا ، فإذا أراد ما نكره فيما يحب رضينا [2] . ولما سقط الحسين عليه السلام ونالته السهام والسيوف والرماح ما نالته ، قال هلال بن نافع : كنت واقفا نحو الحسين وهو يجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قتيلا قط مضمخا بدمه أحسن منه وجها ولا أنور ! ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله [3] . ولما اشتد به الحال ، رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم متعالي المكان ، عظيم الجبروت شديد المحال ، غني عن الخلائق عريض الكبرياء ، قادر على ما تشاء ، قريب الرحمة ، صادق الوعد ، سابق النعمة ، حسن البلاء ، قريب إذا دعيت ، محيط بما خلقت ، قابل التوبة لمن تاب إليك ، قادر على ما أردت ، ومدرك ما طلبت ، شكور إذا شكرت ، ذكور إذا ذكرت . . أدعوك محتاجا ، وأرغب إليك فقيرا ، وأفزع إليك خائفا ، وأبكي إليك مكروبا ، وأستعين بك ضعيفا ، وأتوكل عليك كافيا . اللهم احكم بيننا وبين قومنا فإنهم غرونا وخذلونا ، وغدروا بنا وقتلونا ، ونحن عترة نبيك ،
[1] في اللغة : كئب - كآبة : تغيرت نفسه وانكسرت من شدة الهم والحزن . [2] مقتل الحسين عليه السلام ، للخوارزمي 1 : 147 . [3] مثير الأحزان ، لابن نما : 39 .
249
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 249