نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 242
الحسيني امتاز عن غيره ، وتفرد في أحايين كثيرة ، فلنتأمل في ذلك . الخصيصة الأولى : إن الصبر عادة تعرف درجته من خلال عظم المصيبة ، وشدة الموقف . . فمن صبر على فقد مال غير من صبر على فقد الولد ، ومن صبر على نازلة الموت وهو على فراشه يحيط به أبناؤه وأهله غير من صبر على القتل الفضيع في ساحة المعركة وأهل بيته ينظر إليهم أشلاء ضحايا ، مجزرين على صعيد المنايا ، ويرى مصارع الشهداء من عشيرته ، وأبنائه وإخوته ، وأصحابه وبني عمومته . ومن صبر على تكليف إبلاغ الحق غير من صبر على القتال دونه . ولقد خص الصبر الحسيني بأنه كان على أمر عظيم ، وتكليف جسيم ، وقضية مهولة ، ومسؤولية تأريخية تنوء بها الجبال ، ويتعين بها شأن الدين والأمة . يقول الشيخ جعفر التستري . قد اختص ( الإمام الحسين صلوات الله عليه ) بخصوصية في الجهاد ، فأمر بجهاد خاص في أحكامه لم يؤمر به أحد قبله بالنسبة إلى أحكامه ، وذلك من وجوه : الأول : من شرائط الجهاد في أول الأمر أن يكون الواحد بعشرة لا بأزيد ، فيلزم ثبات كل واحد واحد في مقابل عشر من الكفار ، ثم خفف الله عنهم وعلم أن فيهم ضعفا فجعل شرط الوجوب أن يكون الواحد باثنين ، فإذا كان عدد العدو زائدا على المائة بالنسبة إلى العشرة بعد نسخ الأول لم يجب الجهاد . ولكن قد كتب عليه ( أي الإمام الحسين عليه السلام ) مقاتلته وحده في مقابل ثلاثين ألفا أو أزيد . الثاني : لا جهاد على الصبيان ولا على الهم ، وهو عليه السلام الشيخ الكبير ، وقد شرع الجهاد في واقعته على الصبيان مثل القاسم ، وابن العجوز بل مثل عبد الله بن الحسن ، وعلى الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر .
242
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 242