نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 234
الصبر ثلاثة : صبر على المصيبة ، وصبر على الطاعة ، وصبر عن المعصية [1] . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : الصبر صبران : صبر عند المصيبة ، حسن جميل ، وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عليك [2] . وعنه سلام الله عليه أيضا قال : الصبر صبران : صبر على ما تكره ، وصبر عما تحب [3] . والصبر يوحي بأن هناك صراعا ومقاومة ، وقتالا وغلبة ، أو أن هنالك طرفين متنازعين ، وهناك نتيجة ، والصبر هو الذي يحدد النتيجة . . قال الإمام علي عليه السلام : الإيمان على أربع دعائم : على الصبر ، واليقين ، والعدل ، والجهاد . والصبر منها على أربع شعب : على الشوق ، والشفق ، والزهد ، والترقب ، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار اجتنب عن المحرمات ، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات ، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات [4] . والصبر ليس تحملا وحسب ، إنما هو شكر وتسليم لله جل ثناؤه أيضا . والصبر ليس مقاومة وحسب ، إنما هو مبادرة للقتال ضد جنود الضلال والتضليل أحيانا . والصبر ليس إمساكا للنفس عن اقتراف المعاصي وحسب ، إنما هو أيضا نهوض وعزم على عمل الخير وإتمامه بنية سليمة صالحة ، فهو مقيد بقوله تعالى * ( ابتغاء وجه ربهم ) * [5] . ومن هنا يتمايز الصابرون ، فمنهم من يتصبر لوجه الناس ، لا عن إيمان أو رضى أو تسليم لقضاء الله سبحانه وتعالى ، ومنهم من يرجو بصبره نوال ثوابه تبارك وتعالى ، أو يتحاشى به عقابا ،
[1] أصول الكافي : 2 ، باب الصبر ، الحديث 15 . [2] نفسه : الحديث 11 . [3] نهج البلاغة ، قصار الحكم : 55 . [4] نفسه : الحكمة 31 . [5] سورة الرعد : 22 .
234
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 234