نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 144
بصاحب معاذ لملازمته له ، وسمع من عمر بن الخطاب ، وكان من أفقه أهل الشام ، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام ، وكانت له جلالة وقدر ، وهو الذي عاتب أبا هريرة وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند علي عليه السلام رسولين لمعاوية . وكان مما قال لهما ( عبد الرحمن بن غنم الأشعري ) : عجبا منكما كيف جاز عليكما ما جئتما به تدعوان عليا أن يجعلها شورى وقد علمتما أنه - أي علي عليه السلام - قد بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز وأهل العراق ، وأن من رضيه خير ممن كرهه ، ومن بايعه خير ممن لم يبايعه ، وأي مدخل لمعاوية في الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة هو وأبوه من رؤوس الأحزاب . قال : فندما ( أبو هريرة وأبو الدرداء ) على مسيرهما . . . [1] . وقد أسس معاوية لنفسه فترة خلافة عثمان استعدادا للوثبة على الخلافة ، فلما قتل عثمان أحدث الفتن ، وأراق دماء ثمانين ألفا من المسلمين في حرب صفين ، وبعد صفين أرسل السرايا والجيوش إلى أطراف البلاد لإيجاد الفوضى والبلبلة بين المسلمين . واختلق الأحاديث لتثبيت سلطته ، وتبرير قمعه للناس ، كما اختلق فرقا ( سياسية - دينية ) باسم الاسلام تتخذ اسم المرجئة مرة ، والجبرية أخرى لتحريم الثورة ضده [2] . وقد أراد الإمام الحسن ( سلام الله عليه ) أن يقتل معاوية ائتمارا بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله . . لكن الناس خذلوه ، ونكثوا عهدهم معه ، فاضطر إلى الصلح . بعده دخل معاوية الكوفة وقد وقع على وثيقة الصلح أن