نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 131
الحسين فإن له جرأتي وجودي [1] . وفي رواية أخرى قريبة منها ، روت زينب بنت أبي رافع ، عن أمها ، قالت : قالت فاطمة عليه السلام : يا رسول الله ! هذان ابناك فانحلهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما الحسن فنحلته هيبتي وسؤددي ، وأما الحسين فنحلته سخائي وشجاعتي [2] . فالمهمة الإلهية التي كلف بها الإمام الحسين سلام الله عليه اقتضت أن تظهر فيه الشجاعة بأجلى صورها وبشكل مبكر ، وخاتمة جليلة . فقد تواجد الإمام الحسين عليه السلام في ساحة الفروسية منذ نعومة أظفاره وحداثة سنه ، ومارس فنون استعمال السلاح ، وكان متهيئا للدفاع عن رسالة الاسلام والحفاظ على بيضة الدين ، وصد العدوان عن المسلمين . ثم ما أن شب قليلا حتى شهدت له ثلاث معارك بأنه الفتى الشجاع الذي يغوص وسط الاشتباك ، وهن : الجمل ، وصفين ، والنهروان . وقد اشترك سلام الله عليه في فتح طبرستان ، ثم شهدت له الحياة السياسية في عهد معاوية ومن بعده يزيد أنه صاحب المواقف الشجاعة ، والكلمة الثابتة ، والمنطق الحق في وجوه الطغاة ، فما كان من التاريخ إلا أن سجل له ذلك باعتزاز وافتخار . . قال الشيخ الإربلي : وشجاعة الحسين عليه السلام يضرب بها المثل ، وصبره في مأقط الحراب [3] أعجز الأواخر والأول ، وثباته إذا دعيت نزال
[1] الخصال : 77 ح 122 . والسؤدد : السيادة والشرافة . وقد روى نحو ذلك : الطبراني في الأوسط ، وفيه مكان جرأتي ( حزامتي ) . وأورده العسقلاني في تهذيب التهذيب . [2] الخصال : 77 ح 123 . [3] المأقط : موضع القتال ، وقيل : المضيق في الحرب ، لأنهم يختلطون فيه ، جمعه مآقط .
131
نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 131