نام کتاب : الإثنا عشرية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 15
قال بعض المحققين من مشايخنا المعاصرين : اعلم أن هذا الاسم وهو اسم التصوف كان مستعملا في فرقة من الحكماء الزايغين عن الصواب ، ثم بعدهم في جماعة من الزنادقة وأهل الخلاف من أعداء آل محمد عليهم السلام كالحسن البصري [1] وسفيان الثوري [2] ونحوهما . ثم جاء فيمن جاء بعدهم وسلك سبيلهم كالغزالي [3] رأس الناصبين لأهل البيت ولم يستعمله أحد من الإمامية لا في زمن الأئمة عليهم السلام ولا بعده إلى قريب من هذا الزمان فطالع بعض الإمامية كتب الصوفية ، فرأى فيها ما يليق ولا ينافي قواعد الشريعة فلم يتجاوزه إلى غيره . ثم سرى الأمر إلى تعلق بعضهم بجميع طريقتهم وصار من تبع بعض مسالكهم سندا لهم ثم انتهت الحال إلى أن جعل الغناء والرقص والصفق أفضل العبادات وصارت اعتقادهم في النواصب والزنادقة إنهم على الحق فتركوا أمور الشريعة وأظهروا للعوام حسن هذه الطريقة وساعدهم رفع المشقة في تعلم علوم الدين وأكثر التكاليف حتى أنهم يكتفون بالجلوس في مكان منفرد أربعين يوما ولا يحتاجون إلى شئ من أمور الدين وساعدهم ميل الطبع إلى اللذة حتى النظر إلى صور الذكور المستحسنة والتلذذ به ، وأتعبوا أنفسهم في الرياضيات المنهي عنها في شرعنا لعل أذهانهم تصفو ، وليت شعري لو حصل ذلك ، فأي فرق بين المؤمن والكافر ؟ فإن كفار
[1] الحسن بن يسار البصري أبو سعيد ولد سنة 21 ه وتوفي 110 ه لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه : إني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانا يعينوني عليه فأجابه الحسن أما أبناء الدنيا فلا تريدهم ، وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك فاستعن بالله . [2] سفيان سعيد بن سروق الثوري من بني ثور بن عبد مناة ، من مضر أبو عبد الله ولد سنة 97 وتوفي سنة 161 ه وله الجامع الكبير والجامع الصغير . [3] أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي الشافعي ولد سنة 450 ه وتوفي سنة 505 ه ومن جملة تأليفاته : أسرار الأنوار الإلهية بالآيات المتلوة - أسرار الحروف والكلمات - أسرار الملكوت وغير ذلك .
15
نام کتاب : الإثنا عشرية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 15