نام کتاب : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 699
الإدراك في الآية بالإحاطة . فقد نقل عن عطية العوفي أنهم ينظرون إلى الله ، لا تحيط أبصارهم به من عظمته ، وبصره يحيط بهم فذلك قوله : { لا تدركه الأبصار } [1] . وأنا أجل عطية العوفي تلميذ ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري عن هذا التفسير الذي لا يوجد له أصل في اللغة ، وهذه هي الكلمة الدارجة بين أهل الرجال في أصحاب الرسول ، يقولون : أدرك رسول الله أو لم يدركه ، فلا يراد من الأول أنه واكب حياته منذ بعثته حتى رحيله ، بل يراد منه أنه رآه مرة أو مرتين ، أو أياما قلائل ، وربما يقال : إنه أدرك رسول الله وهو صبي فيعدونه من الصحابة . * * * الخامس : أن للإمام عبده وتلميذه صاحب المنار كلمات حول الرؤية ، قد حاولا بإخلاص جمع كلمة المسلمين في هذه المسألة ، فمن أراد فليرجع إلى تفسيره [2] ، وله كلام في تفسير قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ، قال : والمعنى أن النور العظيم هو الحجاب الذي يحول بينه وبين خلقه ، وهو بقوته وعظمته ملتهب كالنار ، ولذلك رأى موسى ( عليه السلام ) عند ابتداء الوحي نارا في شجرة توجه همه كله إليها ، فنودي الوحي من ورائها ، وفي التوراة أن الجبل كان في وقت تكليم الرب لموسى ( عليه السلام ) وإيتائه الألواح مغطى بالسحاب . ورأى النبي الخاتم الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ليلة المعراج نورا من غير نار ، وربما كان هذا أعلى ، ولكنه كان حجابا دون الرؤية أيضا ، فقد سأله أبو ذر ( رضي الله عنه ) وقال : هل رأيت ربك ؟ فقال : " نوره ، إني أراه ؟ " وفي رواية أخرى : " رأيت نورا " ومعناهما معا
[1] الطبري ، التفسير مج 6 ، ج 9 : 39 . [2] الإمام عبده ، تفسير المنار 9 : 140 وما بعدها .
699
نام کتاب : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 699