وعقائد . وهو موافق لرغبة الوفد . ومن ثم فقد ابتدأ سماحته خطبته مرتجلا فقال : بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : [ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ] [1] . تشتمل هذه الآية على عقدين : عقد سلب ، وعقد إيجاب ، أما عقد السلب [ ولا تقربوا مال اليتيم ] فهو من الأساليب القرآنية التي اخترعها وارتجلها في الاستعمالات العربية ، ولم تكن معروفة من ذي قبل . وقد تكررت هذه الجملة في الكتاب الكريم ، فهي تارة : تتعلق بالأفعال مثل قوله تعالى : [ ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ] [2] وقوله تعالى : [ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ] [3] وقوله تعالى : [ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ] [4] ويكون المراد منها حينئذ على سبيل الاستعارة بالكناية : المبالغة في التحذير عن ارتكاب ذلك الفعل - الزنا - والصلاة مع السكر ، أو غير ذلك . . وشبه اسم المعنى باسم العين فحذر من قربه ، فكيف بملاصقته أو الدخول فيه ! . وأخرى : تتعلق بالأعيان ، مثل قوله تعالى : [ ولا تقربا هذه الشجرة ] [5] وقوله تعالى : [ إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد