responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 72


تأزمه حتى نهض من فوره بطلعته المهيبة ، وخطواته المتسارعة الرصينة نحو المرقد المطهر للإمام علي عليه السلام ، وكان ذلك وقت الزوال ، فأشرف على الناس طالبا منهم حفظ الهدوء وترك الفوضى ريثما يعود للتحدث معهم بعد فترة لشرح ملابسات هذه القضية ومداخلاتها .
والحق يقال : إن حضار هذا الحدث الكبير - الذي عسر على الجميع التحكم باندفاعاته الرهيبة ، وتعقداته المتشابكة - لتنتابهم الحيرة في تفسير علة تحكم هذا الرجل بعواطف الناس ، وقدرته الفائقة في توجيه مشاعرهم ، وبهذا الشكل الغريب ، حيث يذكرون أنه رحمه الله تعالى ارتقى المنبر عصرا بتأن وروية ، ثم أرسل نظراته الثاقبة تجوس في الجموع المحيطة به ، والتي ران عليها الصمت والسكون وهي تحدق بمرجعها الكبير الذي لم يلبث أن شرع بحديثه معهم ، مطلقا عباراته الدقيقة الحساسة ، والمنحدرة كالسيل الهادر من أعالي الجبال ، مبرهنا على خطأ وفساد هذه التصرفات الضارة التي أخذت تصطبغ بها ظاهرة الاحتجاج هذه ، وما يمكن أن تشكله من آثار سيئة مخالفة للموقف الواجب اتخاذه أمام هذه الإساءات المقصودة .
نعم ، ذكر المعاصرون الذين شاهدوا بأعينهم تفاصيل هذه الواقعة :
بأن الشيخ كاشف الغطاء ما أن انفلت عن المنبر حتى عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي ، وأعيد فتح الأسواق ، وأزيلت مظاهر الاضطراب والفوضى من عموم المدينة وما جاورها ، وكأن شيئا لم يكن ، وباءت تجارة المراهنين على تمزيق هذه الأمة وبعثرتها بالكساد والخسران .
4 - موقفه من العادات المنحرفة :
لا تخلو جميع المجتمعات البشرية من وجود جملة متفاوتة من العادات الغريبة الشاذة والدخيلة التي يتشبث بها العوام ومعدومي الثقافة من

72

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست