responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 206


أجلى من ضاحية الصيف .
ولا يرتاب متدبر أن اشتغال بني أمية وبني العباس في تقوية سلطانهم ، ومحاربة أضدادهم ، وانهماكهم ، في نعيم الدنيا ، وتجاهرهم بالملاهي والمطربات ، وانقطاع بني علي عليه السلام إلى العلم والعبادة ، والورع والتجافي عن الدنيا وشهواتها ، وعدم تدخلهم في شأن من شؤون السياسة وهل السياسة إلا الكذب والمكر والخداع كل ذلك هو الذي أوجب انتشار مذهب التشيع ، وإقبال الجم الغفير عليه .
ومن الواضح الضروري أن الناس وإن تمكن حب الدنيا والطموح إلى المال في نفوسهم ، وتملك على أهوائهم ، ولكن مع ذلك فإن للعلم والدين في نفوسهم المكان المكين ، والمنزلة السامية ، لا سيما وعهد النبوة قريب ، وصدر الاسلام رحيب لا يمنع عن طلب الدنيا من طرقها المشروعة ، لا سيما وهم يجدون عيانا أن دين الاسلام هو الذي در عليهم بضروع الخيرات ، وصب عليهم شآبيب البركات ، وأذل لهم ملك الأكاسرة والقياصرة ، ووضع في أيديهم مفاتيح خزائن الشرق والغرب ، وبعض هذا فضلا عن كله لم تكن العرب لتحلم به في المنام ، فضلا عن أن تأتي بتحقيقه الأيام ، وكل هذا مما يبعث لهم أشد الرغبات في الدين ، وتعلم أحكامه ، والسير ولو في الجملة على مناهجه ، ولو في النظام الاجتماعي ، وتدبير العائلة ، وطهارة الأنساب ، وأمثال ذلك ، لا جرم أنهم يطلبون تلك الشرائع والأحكام أشد الطلب ، ولكن لم يجدوها عند أولئك المتخلفين ، والمتسمي كل واحد منهم بأمير المؤمنين وخليفة المسلمين ! .
نعم وجدوا أكلمه وأصحه وأوفاه عند أهل بيته ، فدنوا لهم ، واعتقدوا بإمامتهم ، وأنهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله حقا ، وسدنة شريعته ، ومبلغو أحكامه إلى أمته . وكانت هذه العقيدة الايمانية ، والعاطفة الإلهية ،

206

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست