responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 198


الأمة على بيعة يزيد [1] ، واستلحاق زياد أشهر [2] ، وتوسعه بالموائد وألوان المطاعم الأنيقة معلوم ، وكل ذلك من أموال الأمة ، وفئ المسلمين الذي كان يصرفه



[1] وتلك والله وحدها موبقة عظيمة كفيلة بإيراد معاوية في أسفل درك الجحيم ، حيث ملك رقاب الأمة رجلا تجمعت فيه كل صفات الرذيلة والانحطاط بشكل جلي ، بل وكان من أوضح الناس عداء لله ولرسوله ، وبغضا لأهل بيت النبوة عليهم السلام ، حتى فعل ما فعل أبان حكمه القصير من الفجائع والنكبات ما ترتعش من هولها السماوات والأرضين ، كان أعظمها قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وريحانته ، وسيد شباب أهل الجنة ، الإمام السبط الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام مع إخوانه وأهل بيته وأصحابه ، بل وسبي عياله والطواف بهم في البلدان بشكل تتفطر له القلوب ، وتتصدع له الجبال . . . فما فعل معاوية بهذه الأمة وما جنى عليها . . . بل وبمن تتعلق هذه الجناية العظيمة ، والرزية المهولة ؟ ثم هل ينجو معاوية من واقعة الحرة التي فجع فيها ولده اللعين مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله ، واستباح فيها الأموال والدماء والأعراض ، وغير ذلك مما لا تحتمله القلوب ولا تصدقه العقول ، بل ووضع سيفه في رقاب المسلمين حتى قتل يومئذ من المهاجرين والأنصار وغيرهم من المسلمين أكثر من عشرة آلاف رجل كما تذكر ذلك الكثير من المراجع والمصادر المختلفة ، حتى لقد قيل بأنه لم يبق في المدينة بدري بعدها ، ناهيك عمن قتل من النساء أيضا والصبيان . . ، بل وروي أيضا بأن جنده وأزلامه افتضوا في هذه الواقعة ألف عذراء من بنات المهاجرين والأنصار ، وأمروا المسلمين بالبيعة لأميرهم اللعين يزيد على أنهم عبيد وخول ، إن شاء استرق وإن شاء أعتق ! . نعم ، هذه وغيرها من الموبقات العظيمة التي لا عد لها ولا حصر ، والتي لا تصدر إلا عن كافر ، خبيث السريرة ، نتن الطوية ، لعين المرتع . وأخيرا أقول : ماذا فعل معاوية بهذه الأمة ، وأنى له التنصل من تبعات هذه الأفعال الثقال التي لحقت بأفعاله هو والتي لا تقل عنها فسادا ولا انحرافا .
[2] نعم ألحقه بدعوى أن أبا سفيان زنى بسمية وكانت من ذوات الرايات وهي على فراش عبيد ، فحملت بزياد ، وذلك بشهادة أبي مريم ، المتاجر بالخمور والقيادة ، فهنيئا للأمة الاسلامية بكذا زعماء لا يزال البعض يكنون لهم الاحترام والتقدير والتقديس ، بعد أن حرفوا الدين ، وضيعوا حدوده ، وأباحوا حرماته ، وسفكوا دماء أهله ، وما تركوا شيئا منكرا إلا وفعلوه . أنظر : تأريخ الطبري 5 : 214 ، الكامل في التأريخ 3 : 441 ، مروج الذهب 3 : 193 ، العقد الفريد 5 : 267 و 6 : 144 ، سير أعلام النبلاء 3 : 495 ، الإصابة 3 : 43 .

198

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست