responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 120


الاختلاف ، والاختلاف يوجب الفرقة ، والفرقة توجب الضعف ، والضعف يوجب الذل ، والذل يوجب زوال الدولة ، وزاول النعمة ، وهلاك الأمة . .
والتأريخ يحدثنا ، والعيان والوجدان يشهدان لنا شهادة حق : أنه حيث تكون تلك السخائم والمآثم ، فهناك : فناء الأمم ، وموت الهمم ، وفشل العزائم ، وتلاشي العناصر . هناك : الاستعباد والاستعمار ، والهلكة والبوار ، وتغلب الأجانب ، وسيطرة العدو . .
أما حيث تكون الآراء مجتمعة ، والأهواء مؤتلفة ، والقلوب متآلفة ، والأيدي مترادفة ، والبصائر متناصرة ، والعزائم متوازرة ، فلا القلوب متضاغنة ، ولا الصدور متشاحنة ، ولا النفوس متدابرة ، ولا الأيدي متخاذلة ، فهناك : العز والبقاء ، والعافية والنعماء ، والقهر والقوة ، والملك والثروة ، والكرامة والسطوة ، هناك يجعل الله لهم من مضائق البلاء فرجا ، ومن حلقات السوء مخرجا ، ويبدلهم العز مكان الذل ، والأمن مكان الخوف . فيصبحوا ملوكا حكاما ، وأئمة أعلاما .
وليعتبر المسلمون اليوم بحال آبائهم بالأمس ، كيف كانوا قبل الاسلام إخوان وبر ودبر ، وأبناء حل وترحال ، أذل الأمم دارا ، وأشقاهم قرارا ، لا جناح دعوة يأوون إلى كنفها ، ولا ظل وحدة يستظلون بفيئها ، في أطواق بلاء ، وإطباق جهل ، من نيران حرب مشبوبة ، وغارات مشنونة ، إلى بنات موؤودة ، وأصنام معبودة ، وأرحام مقطوعة ، ودماء مهدورة [1] .



[1] لعل أبلغ الوصف وأروعه في رسم الصورة الحياتية التي كان عليها العرب قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله ، ما نقل عن سيد البلغاء والمتكلمين علي بن أبي طالب عليه السلام ، حيث قال : إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله نذيرا للعالمين ، وأمينا على التنزيل ، وأنتم معشر العرب على شر دين ، وفي شر دار ، منيخون بين حجارة خشن ، وحيات صم ، تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم . الأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة . . الخ ( الخطبة 26 ) .

120

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست