فمن ادّعى الإمامة وليس بإمام فهو الظالم الملعون ، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون . وفي ( الفصول المهمّة ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليهم : من ادّعى الإمامة من الله وليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً . ومقتضى هذه الأخبار وأمثالها خروج المدعي للإمامة كذباً وكذا القائل بإمامته عن الإسلام . وكيف يجتمع هذا مع تلك المناقب الجليلة التي تذكر لسليم وكتابه ؟ أقول : إنّه على فرض وجود هذا المعنى في كتاب سليم ، فإنّ جعل ذلك من افتراءات سليم افتراء على سليم ، لأنّ من يدّعي وجوده في كتاب سليم لا يقول بثبوت نسبة الكتاب إليه . إلاّ أنّه قد تبيّن بعد النظر الدقيق والفحص التام في ألفاظ الكتاب : عدم وجود ما يدلُّ على إمامة ثلاثة عشر إمام بعد النبي ، بأنْ يكون هناك إمام آخر غير الأئمّة وأوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الاثني عشر . . . بل الأمر بالعكس ، فقد وقع التصريح في مواضع عديدة من الكتاب بكون الأئمّة اثني عشر ، وأنّ الأحد عشر منهم من أولاد أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين علي بن أبي طالب : فمنها : نقلاً عن عبد الله بن جعفر أنّه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : ليس في جنّة عدن منزل أفضل ولا أشرف ولا أقرب من العرش من منزلتي ، ومعي فيه اثنا عشر من أهل بيتي ، أوّلهم عليّ بن أبي