responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 357


قدرة له على الفعل قبيح غير لائق بالحكيم ، فوجب حمل الآية على أنّ المراد منه أنّهم لكثرة الإعراض عن الدلائل وعدم الالتفات إليها صاروا مشبّهين بمن لا يكون له قلب فاهم ولا عين باصرة ولا اُذن سامعة .
والجواب : إنّ الإنسان إذا تأكّدت نفرته عن شيء صارت تلك النفرة المتأكّدة الراسخة مانعة له عن فهم الكلام الدالّ على صحّة الشيء ومانعة عن إبصار محاسنه ومانعة له عن سماع محاسنه وفضائله ، وهذه حالة وجدانيّة ضروريّة يجدها كلّ عاقل من نفسه ، ولهذا السبب قالوا في المثل المشهور : حبّك الشيء يعمي ويصمّ ، وإذا ثبت هذا فنقول : إنّ أقواماً من الكفّار بلغوا في عداوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وفي بغضه وفي شدّة النفرة عن قبول دينه والاعتراف برسالته هذا المبلغ وأقوى منه ، والعلم الضروري حاصل بأنّ حصول الحبّ والبغض في القلب ليس باختيار الإنسان ، بل هو حالة حاصلة في القلب شاءه الإنسان أم كرهه .
إذا ثبت هذا فنقول : ظهر أنّ حصول هذه العداوة والنفرة في القلب ليس باختيار العبد ، وثبت أنّه متى حصلت هذه النفرة والعداوة في القلب فإنّ الإنسان لا يمكنه مع تلك النفرة الراسخة الشديدة تحصيل الفهم والعلم ، وإذا ثبت هذا ثبت القول بالجبر لزوماً لا محيص عنه . ونقل عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه خطبة في تقرير هذا المعنى وهو في غاية الحسن :
روى الشيخ أحمد البيهقي في كتاب مناقب الشافعي رحمة الله عليه عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه خطب الناس فقال : وأعجب ما في الإنسان قلبه ، فيه موادّ من الحكمة وأضدادها ، فإن سنح له الرجاء أولهه

357

نام کتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست