بقوله تعالى : ( صلّوا عليه وسلّموا تسليماً ) ويذكر من سواهم من الأئمّة وغيرهم بالغفران والرضا كما قال تعالى : ( يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) وقال : ( والذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ) . وأيضاً : فهو أمر لم يكن معروفاً في الصدر الأوّل كما قال أبو عمران ، وإنّما أحدثته الرافضة والمتشيّعة في بعض الأئمّة فشاركوهم عند الذكر لهم بالصلاة ، وساووهم بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في ذلك . وأيضاً ، فإنّ التشبّه بأهل البدع منهيّ عنه ، فتجب مخالفتهم فيما التزموه » [1] . أقول : الأحاديث المتفق عليها في أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في الصّلاة على أهل بيته مع الصّلاة عليه ، ونهيه عن الصّلاة البتراء . . . كثيرة . . . [2] بل مقتضى قوله تعالى : ( وَصَلِّ عليهم إنّ صلاتك سَكَنٌ لهم ) هو جواز الصلاة ، بمعنى طلب الرحمة ، لسائر المسلمين المستحقّين لذلك ، والذين هم أهل الدعاء لهم . . . لكنّ من نفس هذه الكلمات يظهر أنْ ليس هذا المنع منهم إلاّ تعصّباً وعناداً لأهل البيت وشيعتهم . . . وإلاّ ، فأيّ معنى للصّلاة على الجارية المليحة وعلى كلّ مليح كما عن إمامهم يحيى بن معين ! !
[1] الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 : 191 - 192 . [2] أخرجها البخاري ومسلم وسائر أرباب السنن والمسانيد والمفسّرون بتفسير الآية ( إنّ الله وملائتكه يصلّون على النبي . . . ) ولعلّ أجمعها ( الدر المنثور 5 : 215 - 219 ) وفي ( الصواعق ) بذيل الآية : ويروى : لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال تقولون : اللهمّ صلّ على محمّد . وتمسكون ، بل قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .