يسوغ أن يجزم عليه فكره ، فوجب علَيّ أنْ أقوم عليه بالإنكار وأنْ أستعمل في تنزيه هذا المقام الشريف الأقلام والأفكار ، فألّفت في ذلك ست مؤلّفات شحنتها بالفوائد وهي في الحقيقة أبكار ، ومن ذا الذي يستطيع أنْ ينكر علَيّ قيامي في ذلك أو يلقي نفسه في هذه المهالك ، من أنكر ذلك أكاد أقول بكفره وأستغرق العمر في هجره » . وقال السهيلي في ( الروض الأنف ) : « وذكر قاسم بن ثابت في الحديث : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زار قبر اُمّه بالأبواء في ألف مقنّع ، فبكى وأبكى : وهذا حديث صحيح . وفي الصحيح أيضاً أنّه قال : استأذنت ربّي في زيارة قبر اُمّي فأذن لي ، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي . وفي مسند البزّار من حديث بريدة : إنّه عليه السلام حين أراد أن يستغفر لاُمّه ضرب جبرئيل في صدره وقال : لا تستغفر لمن مات مشركاً ، فرجع حزيناً . وفي الحديث زيادة في غير الصحيح : إنّه سئل عن بكائه ، فقال : ذكرت ضعفها وشدّة عذاب الله ، إن كان صحَّ هذا . وفي حديث آخر ما يصحّحه وهو أنّ رجلاً قال له : يا رسول الله ! أين أبي ؟ فقال : في النار ، فلمّا ولّى الرجل قال عليه السلام له : إنّ أبي وأباك في النّار . وليس لنا أنْ نقول هذا في أبويه صلّى الله عليه وسلّم لقوله صلّى الله عليه وسلّم : لا تؤذوا الأحياء بسبب الأموات والله عزّ وجلّ يقول : ( إنّ الذين