فقال : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إيّاه فلمّا تبيّن له أنّه عدوٌّ لله تبرّأ منه ) فتبرّأ أنت من اُمّك كما تبرّأ إبراهيم من أبيه ، فرحمتها وهي اُمّي . ودعوت ربّي أن يرفع عن اُمّتي أربعاً فرفع عنهم اثنين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين ، دعوت ربّي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض ، وأن لا يلبسهم شيعاً ، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض ، فرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض ، وأبى الله أن يرفع عنهم القتل والهرج . وإنّما عدل إلى قبر اُمّه لأنّها كانت مدفونة تحت كدي وكانت عسفان لهم . وهذا حديث غريب وسياق عجيب . وأغرب منه وأشدّ نكارة : ما رواه الخطيب البغدادي في كتاب السابق واللاّحق ، بسند مجهول عن عائشة في حديث فيه قصّة : أنّ الله أحيا اُمّه فآمنت ثمّ عادت . وكذلك ما رواه السهيلي في الرّوض بسند فيه جماعة مجهولون : أنّ الله أحيا له أباه واُمّه فآمنا به . وقد قال الحافظ ابن دحية : هذا الحديث موضوع يردّه القرآن والإجماع ، قال الله تعالى : ( ولا الذين يموتون وهم كفّار ) . وقد مال أبو عبد الله القرطبي إلى هذا الحديث ، وردّ على ابن دحية في هذا الإستدلال ما حاصله : إنّ هذه حياة جديدة كما رجعت الشمس بعد غيبوبتها فصلّى عليّ العصر . قال الطحاوي : وهو حديث ثابت . يعني حديث الشمس . قال القرطبي : فليس إحياؤهما بممتنع عقلاً ولا شرعاً . قال : وقد سمعت أنّ الله أحيى عمّه أبا طالب فآمن به .