الأخلاق وتهذيب النفس ومجاهدتها ومحاسبتها بكلّ دقة ، آناء اللّيل وأطراف النهار ، لا يبارون في الحفظ والضبط والإتقان ، ولا يجارون في تمحيص الحقائق والبحث عنها بكلّ دقّة واعتدال . وقد علم البرّ والفاجر حكم الكذب عند هؤلاء الأبرار ، والاُلوف من مؤلَّفاتهم المنتشرة تلعن الكاذبين ، وتعلن أنّ الكذب في الحديث من الموبقات الموجبة لدخول النار ، ولهم في تعمّد الكذب في الحديث حكم قد امتازوا به ، حيث جعلوه من مفطّرات الصائم ، وأوجبوا القضاء والكفّارة على مرتكبه في شهر رمضان ، كما أوجبوهما بتعمّد سائر المفطّرات ، وفقههم وحديثهم صريحان بذلك ، فكيف يتّهمون - بعد هذا - في حديثهم وهم الأبرار الأخيار قوّامون اللّيل صوّامون النهار ؟ وبماذا كان الأبرار من شيعة آل محمّد وأولياؤهم متّهمين ، ودعاة الخوارج والمرجئة والقدريّة غير متّهمين ، لولا التحامل الصريح أو الجهل القبيح ؟ نعوذ بالله من الخذلان ، وبه نستجير من سوء عواقب الظلم والعدوان » . ثمّ ذكر السيّد أسماء مائة من رجال الشيعة الواردين في أسناد الصّحاح الستّة . . . [1] أقول : إنّ من النقاط الجديرة بالذكر في تراجم العلماء الشيعة والسنّة في كتب التاريخ والرجال لأهل السنّة : أوّلاً : إنّهم يترجمون للرجل من أهل السنّة وإن كان خاملاً ، وأمّا إن كان من علماء الشيعة فيحاولون التناسي عنه وإنْ كان كبيراً فيهم ، ولذا ترى تراجم