وعدني ثلاثين ليلة أن ألقاه وأخلف هارون فيكم ، فلمّا اتّصل موسى إلى ربّه زاده الله عشراً ، فكانت فتنتهم في العشر التي زادها الله . . . » [1] . وفي حديث طويل أخرجه السيوطي عن العدني وعبد بن حميد والنسائي وجماعة غيرهم : إن قوم موسى قالوا : « فما بال موسى وعدنا ثلاثين ليلة ثمّ أخلفنا » [2] . ومنها : ما جاء في قصة الرجل الذي أتى وكر طائر . . . قال الدميري في ( حياة الحيوان ) : « وفي تاريخ ابن النجّار وعوالي أبي عبد الله المثنّى بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة وعالمها ومسندها ، وهو من كبار شيوخ البخاري ، من حديث الحسن بن أبي الحسن البصري . عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : كان فيمن قبلكم رجل يأتي وكر طائر كلّما أفرخ يأخذ فرخه ، فشكى ذلك الطائر إلى الله تعالى ما يفعل به ، فأوحى الله إليه : إن عاد فسأهلكه ، فلمّا أفرخ الطائر خرج ذلك الرجل كما كان يخرج ، فبينما هو في بعض الطريق فسأله سائل فأعطاه رغيفاً كان معه يتغذاه ثمّ مضى ، حتّى أتى الوكر فوضع سلّمه ثمّ صعد وأخذ الفرخين وأبواهما ينظران إليه ، فقالا : ربّنا إنّك لا تخلف الميعاد وقد وعدتنا أن تهلك هذا إذا عاد ، وقد عاد وأخذ فرخينا ولم تهلكه ؟ ! فأوحى الله إليهما : ألم تعلما أنّي لا اُهلك أحداً تصدّق في يومه بميتة سوء » [3] .
[1] الدر المنثور 3 : 535 . [2] الدر المنثور 5 : 577 مع فرق . [3] حياة الحيوان للدميري 2 : 151 .