إعلم أنّ علماء الطائفة المحقّة قد ذكروا في كتبهم العقيدة بالبداء ، وبيّنوا أدلَّتها العقلية والنقليّة ، لكنَّ بعض الناس لمّا جهلوا بهذه الحقيقة ولم يطّلعوا على أدلّتها ، جعلوا يشنّعون علينا وينسبون إلينا القول بعروض الندم أو الجهل على الباري عزوجلّ وتعالى عمّا يقول الظّالمون علوّاً كبيراً . . . فرأينا من المناسب التعرّض لهذا المطلب بايجاز ، رفعاً للشبهة ودفعاً للتهمة . . . واُسوةً بعلمائنا الأبرار الذين وضعوا رسائل مفردة في هذه المسألة تبييناً للعقيدة ودفاعاً عن المذهب . وأمّا من يتفوّه بذلك وهو عالم بواقع الحال ، ففي قلبه مرض لا يمكننا علاجه ، ونكل أمره إلى الله ، وكفى به حسيباً . . . هذا ، وسيكون بحثنا في مقامات : أحدها : في نقل كلام الشيخ المجلسي وجماعة من علمائنا . والآخر : في نقل روايات من طرق أهل السنة متضمّنة للتغيير والتبديل في المقدّرات الإلهية ، وهي عين مفاد أحاديث البداء . والثالث : في ذكر موارد وقوع البداء في كتب الجمهور .