نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 191
به من عدم الأخذ والاستدلال بأي حديث آخر - مهما كانت قوة سنده ، وصحة ثبوته ، وروايته بعكس أهل السنة الذين يأخذون بهذا وذاك . والشيعة في ذلك التقيد بأحاديث العترة الطاهرة - لهم حججهم الفلسفية أنهم هم الذين أحاطوا بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ونادوا بأحقيته في الخلافة - وأنه أحق بها وأهلها - لقد أحاطوا بهذا الحق وناصروه نصرا عزيزا ، وتساقطوا من حوله جماعات - إنه حق الإمام علي وخلفه في ولاية المسلمين ، لعمري اتجاه من الشيعة ينبئ عن قلوب عامرة بالإيمان ، صادقة في الإحساس ، حرة في التفكير ، صادقة في العزيمة - وهو ما يشتهر به إخواننا الشيعة في أقطار المسلمين : في العراق ، وإيران ، والبحرين ، واليمن ، والهند ، وباكستان ، والبرازيل ، و . . . ومن الخطأ البين أن يعتقد ويظن أن الشيعة لم تتكون إلا في غمرة تلك الأحداث المروعة التي أثارها معاوية . لا . . . لقد تشيع الناس لعلي بعد وفاة الرسول عليه السلام ، يوم نادى الأنصار بالخلافة ، ونادى بها سائر العرب المهاجرين ، والقرشيين من آل الرسول ، ولم ينته الخلاف إلا بعد أن حسمه عمر . ولما لم ينظر لها نظرة فلسفية بعيدة المدى ، عميقة الغور ، فقد أخطأ ، هذه النظرة الفلسفية التي حققت صدقها الأحداث - هي أنه بخروج ولاية المسلمين عن آل البيت - حتى ولو كانت لأبي بكر وعمر وعثمان - ، قد أصبحت معرضة لأن ينتزعها الأقوى والأدهى - فيما بعد أبي بكر وعمر وعثمان وتصبح هدفا للطامعين والمغامرين .
191
نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 191