responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي    جلد : 1  صفحه : 107


للهجرة ، الموافق الثالث والعشرين من شهر يونيو سنة ستة وخمسين وستمائة للميلاد . . وقف بعد أن تمت له البيعة ، يعين المسلمين :
" إنما أنا رجل منكم . . لي ما لكم . . وعلي ما عليكم . . " فلا تفرقة . . لا امتياز له على غيره من الناس . .
ولا شك في أنه حين قال قولته هذه لم يأت بجديد . فكلمته هي كلمة الإسلام ، ورأيه هو رأي الإسلام . . ودين الله الذي ختم الأديان كان ، كما يقضي بوحدة الربوبية الآلهية ، يقضي أيضا بوحدة العبودية البشرية ، لأن الإسلام دين الفطرة التي فطر الله عليها الناس أجمعين ، قبل أن تفسدهم الانحرافات المتسربة إلى النفوس والعقول من خلال طوارئ المعتقدات ، والأفكار ، وتحكم العادات والتقاليد ، وفوارق العنصريات والأجناس ، وتباعد حدود الزمان والمكان . . إنه يعيدهم سيرتهم الأولى ، على سجيتهم النقية كبدء نشأتهم ، مطهرين من الأدران ، خالصين من الشوائب ، كأنهم يلدهم من جديد . .
هو بهذا يسوى بينهم كافة لأن الفطرة هي العامل الوحيد الذي يشتركون فيه فأساس المقارنة بينهم - على هذا الوضع - ثابت غير قابل للتغير ، أو مساواة كاملة ، لا سبيل معها إلى المفاضلة والترجيح .
فإذا هم تفاوتوا من بعد ، فبمعايير غير هذا المعيار . .
هذه حقيقة عصية على الانكار ، بعيدة بعدا مطلقا عن المماراة . . ليس أدل عليها من نأى الإسلام - في دعوته - عن التمحيص ، بالاتجاه إلى التعميم . .
فالقرآن الكريم كما تؤكد آياته ، حين يدعو دعوته الإيمانية لا يخاطب إلا " الناس " أو " بني آدم " أو " الإنسان " أو " عباد الله "

107

نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست